استنكرت النائبة الأمريكية من أصول فلسطينية، رشيدة طليب، قرارَ مجلس النواب الأمريكي بتوجيه اللوم لها بسبب تعليقات أدلت بها حول العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى أن الدفاع عن الأرواح ليس ذنباً.
وظهرت طليب في كلمة لها في الكونغرس مرتديةً الكوفية الفلسطينية، الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأوضحت أن رفض الكونغرس والإدارة (الأمريكية) الاعتراف بحياة الفلسطينيين "يؤثر في روحي".
وأشارت طليب إلى أن "أكثر من 10 آلاف فلسطيني قُتلوا (في غزة)، والغالبية كانت من الأطفال"، لافتة إلى أن انتقادها كان دائماً لحكومة إسرائيل وأفعال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأنه "من المهم فصل الشعوب عن الحكومات".
"نحن بشر مثل أي شخص آخر"
وخاطبت الكونغرس بأنه "لا توجد حكومة خارج نطاق الانتقاد"، وأضافت وهي تبكي أنها لا يمكن أن تصدق أنها مضطرة لقول إن الشعب الفلسطيني "لا يمكن التخلص منه".
وأردفت: "نحن بشر مثل أي شخص آخر"، ورفعت صورة جدتها قائلة: "جدتي مثل جميع الفلسطينيين، تريد فقط أن تعيش حياتها بحرية وكرامة إنسانية نستحقها جميعاً".
وشددت طليب على أن "الدفاع عن الأرواح بغضّ النظر عن الدين أو العرق لا يمكن أن يكون نقطة جدل في هذه القاعة".
وبينما أكدت أن صرخات الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين لا تبدو مختلفة بالنسبة لها، تساءلت قائلة: "لا أفهم لماذا صرخات الفلسطينيين مختلفة بالنسبة لكم جميعاً؟".
وأكدت طليب أنها لا تقبل قرار الكونغرس بلومها، وأنها لن تسكت، ولن تسمح "بتشويه" كلامها، مؤكدةً أن الفلسطينيين يستحقون أن يعيشوا حياتهم بحرية وكرامة.
وقالت إن محاولات "إسكاتها والتنمر عليها ومراقبتها لن تُفلح، وإن الملايين من الأمريكيين يريدون وقف إطلاق النار، ويرون في نتنياهو شخصاً متطرفاً، وسئموا من دعم الحكومة الأمريكية للعقاب الجماعي بحق سكان غزة. وإن الملايين أيضاً يعارضون قطع الماء والكهرباء والغذاء عن غزة".
الكونغرس يوجّه "اللوم" للنائبة الفلسطينية
والثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني، صوّت مجلس النواب الأمريكي لصالح توجيه اللوم إلى الديمقراطية رشيدة طليب، النائبة الوحيدة من أصل فلسطيني في الكونغرس، بسبب تصريحاتها بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث انتقدت الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين ودعم إدارة بايدن له.
حيث صوّت 22 ديمقراطياً، مع النواب الجمهوريين، لتوجيه اللوم إلى رشيدة طليب، لـ"ترويجها سرديات زائفة" بشأن هجوم حركة حماس على إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، و"الدعوة إلى تدمير دولة إسرائيل".
فيما كانت رشيدة طاليب قد انتقدت تركيز زملائها على "إسكات صوتها فيما يخص التطورات في غزة، بدلاً من إنقاذ حياة الفلسطينيين"، وفق ما جاء في بيان أصدرته حول مشروع قرار إدانتها في مجلس النواب الأمريكي.
طليب قالت في بيانها إنه "في الوقت الذي تجاوز فيه عدد القتلى في غزة أكثر من 10 آلاف، أشعر ببالغ الحزن جراء مساعي زملائي لإسكاتي بدلاً من إنقاذ حياة الآخرين". وأكدت أن الكثير من الأعضاء في مجلس النواب أبلغوها بأن "حياة الفلسطينيين ليست مهمة بالنسبة لهم".
كما أشارت إلى أن زملاءها "بدلاً من تقبّل أفكار ووجهة نظر الفلسطينية الأمريكية الوحيدة في المجلس، لجأوا إلى تشويه موقفها من خلال الأكاذيب الصارخة". ولفتت إلى أنها أدانت مراراً وتكراراً استهداف المدنيين من قبل "حماس وإسرائيل".
فيما شددت رشيدة طليب على أنها ستواصل مساعيها الرامية لـ"سلام عادل ودائم، يركز على التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويضمن عدم معاناة أي شخص أو طفل أو العيش في ظل الخوف من العنف".
رشيدة طليب نشرت بتاريخ 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عبر منصة "إكس"، صوراً لأطفال فلسطينيين قتلى، وكتبت قائلة "الرئيس بايدن يدعم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، الشعب الأمريكي لن ينسى هذا". وأضافت: "بايدن، إما أن تدعم وقف إطلاق النار الآن، أو لا تثق بنا (لا تعول علينا) في (انتخابات) 2024".