طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، توضيحات من وسائل إعلام غربية اتهمها بـ"تشغيل مصورين صحفيين من حركة حماس" في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات فورية بحقهم، فيما ردت وكالة رويترز على اتهامات الاحتلال، نافية علمها المسبق بعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رداً على انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
إذ قال مكتب نتنياهو: "تطالب هيئة الإعلام الوطنية التابعة لمكتب رئيس الوزراء باتخاذ إجراءات فورية إزاء المصوّرين الذين يخدمون حماس"، وفق زعمه.
المكتب أضاف: "تنظر هيئة الإعلام الوطنية ببالغ الخطورة إلى انضمام مصوّرين صحفيين يعملون مع وسائل إعلام دولية لتغطية المجازر المروّعة التي ارتكبها إرهابيو حماس، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في بلدات غلاف غزة"، بحسب البيان.
كما اعتبر المكتب الحكومي الإسرائيلي أن "هؤلاء الصحفيين هم شركاء في ارتكاب جرائم بحق الإنسانية، ويدور الحديث عن خرقهم للمعايير المهنية".
وبحسب المصدر نفسه "أصدر مكتب الصحافة الحكومي ليلة (الأربعاء/الخميس) كتاباً خطياً عاجلاً إلى رؤساء التحرير في وسائل الإعلام التي تشغّل هؤلاء المصوّرين يطلب توضيحات في هذا الشأن".
وقال: "تطالب هيئة الإعلام الوطنية باتخاذ إجراءات فورية في هذا الصدد".
وكانت الساعات الماضية شهدت حملة تحريض في وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية على المصوّرين، بداعي أن التقاطهم الصور للهجوم "لم يكن صدفة".
ولم يصدر تعقيب من نقابة الصحفيين الفلسطينيين على هذه الاتهامات، ولا من وسائل الإعلام الغربية المقصودة بالبيان.
"رويترز ترد"
لكن مؤسسة رويترز الدولية للأنباء نفت، الخميس، في بيان، أي تلميح إلى أنها كانت على علم مسبق بعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك رداً على تقرير لمنظمة أونست ريبورتينج.
وقالت رويترز: "نحن على علم بتقرير منظمة أونست ريبورتينج والاتهامات الموجهة لاثنين من المصورين المستقلين ساهما في تغطية رويترز لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول". وأضافت: "تنفي رويترز بشكل قاطع أنها كانت على علم مسبق بالهجوم، أو أنها وضعت صحفيين مع حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
وأردفت الوكالة: "حصلت رويترز على صور من مصوريْن مستقليْن اثنين يقيمان في غزة وكانا على الحدود، في صباح يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولم تكن لها علاقة سابقة بهما. والصور التي نشرتها رويترز التقطت بعد ساعتين من إطلاق حماس صواريخ على جنوب إسرائيل، وبعد أكثر من 45 دقيقة من إعلان إسرائيل عن الهجوم".
كما أضافت: "لم يكن صحفيو رويترز موجودين على الأرض في المواقع التي أشار لها تقرير أونست ريبورتينج".
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.