حذرت حركة حماس، مساء الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من استمرار الوضع الكارثي بقطاع غزة، وأكدت أن المياه الصالحة للشرب في القطاع المُحاصر، مفقودة بنسبة تزيد على 90٪، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أنها وثقت 108 هجمات على المرافق الصحية بغزة.
القيادي في الحركة باسم نعيم، قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت: "نحذّر من استمرار الوضع الكارثي في غزة، حيث إن المياه الصالحة للشرب مفقودة بنسبة تزيد على 90٪، ما يدفع المواطنين إلى استخدام مياه ملوثة، أو مياه البحر أحياناً على قلتها، ما سيتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة".
نعيم أضاف أنهم يحملون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وإدارتها "مسؤولية النكبة الإنسانية، خاصة لسكان مناطق مدينة غزة وشمالها، والتي انصاعت لإملاءات الاحتلال، وخرجت من مواقعها وتخلت عن مسؤولياتها، تجاه مئات الآلاف من السكان واللاجئين وتركتهم دون مأوى أو غذاء أو ماء أو علاج، رغم أنها مكلفة برعاية وحماية أكثر من 70٪ من قطاع غزة، وهم اللاجئون".
اعتبر نعيم أنّ "تخاذل الأونروا تواطؤ تصريح وواضح مع الاحتلال ومخططاته، وتتحمل عواقبه قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً أمام العالم والتاريخ"، وأضاف: "نقول للمجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص: من العار السماح لهذا الكيان بأن يقطع المياه عن شعب كامل، والسماح له باستخدام المياه كأداة ابتزاز، لدفع الناس إلى ترك منازلهم".
كما لفت نعيم إلى أن "الاحتلال يطبق سياسة التجويع على مواطني قطاع غزة، وبالأخص في مدينة غزة ومحافظة الشمال، بسبب نقص الدقيق وشح المياه والقصف الهمجي المتعمد والمباشر للمخابز في قطاع غزة".
في سياق متصل، أكد أن "الاحتلال قصف جميع المخابز بهذه المنطقة، والطاقة الشمسية للمخابز والمنازل، حيث أصبح هناك أكثر من 900 ألف مواطن في شمالي قطاع غزة، يعانون من كارثة إنسانية وخطر المجاعة".
أضاف القيادي في الحركة: "نقول للعالم المتحضر: إلى متى سيتم السكوت عن جريمة العقاب الجماعي التي يفرضها العدو الصهيوني على شعب بأكمله (..) أليست هذه جريمة ضد الإنسانية؟"، ودعا "المجتمع الدولي إلى عدم الرضوخ لإملاءات الاحتلال الذي لا يحترم الإرادة الدولية ولا القوانين ولا المواثيق الدولية".
كما طالب "بتحرك عملي فوري لكسر الحصار عن شعب غزة، خاصة في المناطق الشمالية"، ووجّه نداء للدول العربية والإسلامية بالقول: "إلى متى ستظل المساعدات الإنسانية والإغاثية تتكدس أمام معبر رفح تنتظر موافقة الاحتلال؟ (..) متى ستتغلب إرادتكم على إرادة الاحتلال؟".
اختتم قائلاً: "ندعو القمة العربية والقمة الإسلامية، السبت القادم، في الرياض، لاتخاذ قرار جماعي حاسم، يفرض على العدو فتح المعابر، ودخول المساعدات الإغاثية والطبية والوقود دون قيد أو شرط".
كانت السعودية قد أعلنت مساء الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استضافة قمتين عربية وإسلامية، السبت والأحد المقبلين؛ لبحث التطورات في قطاع غزة، وتأجيل أخرى عربية ـ إفريقية كانت معنية بالتعاون الاقتصادي.
في موازاة ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، عن توثيق 108 هجمات على المرافق الصحية بقطاع غزة، منذ بدء الهجمات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المنظمة قالت في بيان، إن "تلك الهجمات تسببت في مقتل 512 شخصاً وإصابة 654 آخرين، وإلحاق أضرار بـ39 منشأة صحية و36 سيارة إسعاف"، ودعا البيان أيضاً إلى "حماية المدنيين وخدمات الرعاية الصحية بشكل فعّال".
ومنذ 33 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، وقتل فيها أكثر من 10 آلاف و569 شهيداً فلسطينياً، بينهم 4324 طفلاً و2823 سيدة، وأصيب 26 ألفاً و475، كما قتل 163 شهيداً فلسطينياً واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.