أمريكا تتهرب من الكشف عن أسلحتها المقدَّمة لإسرائيل “بحجج مضللة”.. جنرال متقاعد: هذا ما تخشاه واشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/08 الساعة 08:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/08 الساعة 08:38 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارته لإسرائيل وسط الصراع بين إسرائيل وحماس في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023 رويترز

بينما أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قائمة مفصلة من 3 صفحات بالأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا في حربها ضد روسيا، تحيط السرية بعملية نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، وفق ما ذكره موقع The Intercept الأمريكي في تقرير له الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

بعد مرور شهر على الحرب الإسرائيلية على غزة، لا يُعرف سوى القليل عن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل. واعترف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي بالسرية، قائلاً إنه في حين أن المساعدة الأمنية الأمريكية "على أساس شبه يومي"، فإنه لا يمكن الإعلام عنها.

حيث قال كيربي، في مؤتمر صحفي سابق عُقد يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "إننا حريصون على عدم تحديد حجم هذه المساعدة أو الخوض في الكثير من التفاصيل حول ما يحصلون عليه -لأغراض أمنية عملياتية خاصة بهم بالطبع". 

بينما قال الخبراء لموقع The Intercept الأمريكي، إن الحجة القائلة بأن الشفافية من شأنها أن تعرّض الأمن العملياتي لإسرائيل للخطر -وهو ما لا يشكل مصدر قلق بالنسبة لأوكرانيا- ليست إلا حجة مضلِّلة. 

إذ قال وليام هارتونغ، الزميل في معهد كوينسي للحكم المسؤول وخبير في مبيعات الأسلحة: "أعتقد أن الافتقار المتعمَّد للشفافية بشأن الأسلحة التي تزودها الولايات المتحدة لإسرائيل "بشكل يومي" مرتبط بسياسة الإدارة الأكبر، المتمثلة في التقليل من مدى استخدام إسرائيل لتلك الأسلحة الأمريكية لارتكاب جرائم حرب وقتل المدنيين في غزة". 

بينما أرجع جنرال متقاعد من مشاة البحرية يعمل في المنطقة، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه ليس مخوَّلاً بالتحدث علناً، السرية إلى الحساسية للصراع. وقال الضابط المتقاعد إن الأسلحة المستخدَمة في حرب المدن، والتي من المرجح أن تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، لن تكون شيئاً تريد الإدارة نشره. 

رغم أن إدارة بايدن رفضت في البداية تحديد أي أنظمة أسلحة محددة، مع تسريب بعض التفاصيل في الصحافة، اعترفت تدريجياً ببعض هذه الأسلحة الأمريكية. وتشمل: "الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل ذات القطر الصغير، والمدفعية، والذخائر، وصواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، وغيرها من المعدات الحيوية"، كما قال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر. 

فيما يظل ما تنطوي عليه "المعدات الحيوية الأخرى" لغزاً، وكذلك التفاصيل المتعلقة بكمية الأسلحة التي تُورَّد، والتي رفضت الإدارة الكشف عنها، حسب الموقع الأمريكي.

كما أشار هارتونغ، الزميل بمعهد كوينسي، إلى التناقض مع انفتاح الإدارة بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وقال: "جاءت الشفافية بشأن عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا في جزءٍ كبيرٍ منها بسبب شعور الإدارة بأنها كانت منخرطة في مغامرة نبيلة". 

أضاف: "لذلك، حتى في الوقت الذي تدعم فيه إدارة بايدن إسرائيل بالأسلحة والخطابات، فإن تقديم جميع التفاصيل حول الأسلحة الأمريكية المُوجَّهة للجيش الإسرائيلي أمر حساس سياسياً، وسوف تُستخدَم بعض هذه الأسلحة بالتأكيد في هجمات غير قانونية من جانب إسرائيل ضد المدنيين إذا استمرت الحرب". 

كان الرئيس الأمريكي بايدن قد طلب مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل، بالإضافة إلى أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية التي تقدمها بالفعل. وفي الآونة الأخيرة، تخطط إدارة بايدن لإرسال قنابل سبايس دقيقة بقيمة 320 مليون دولار إلى إسرائيل، حسبما نقلت العديد من المنافذ الإعلامية عن الكونغرس يوم الإثنين الماضي. 

تحميل المزيد