دافع أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا الحالي، حينما كان قيادياً طلابياً في الستينيات، عن القضية الفلسطينية، والآن كرئيس للوزراء، فإن تحركاته الرامية إلى التضامن مع القضية الفلسطينية تجعله محبوباً لدى كتلة تصويت محورية لبقاء حكومته، حسب ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.
بعد حصوله على الأغلبية في أعقاب البرلمان المعلق العام الماضي، أصبح أنور الزعيم الأكثر صراحة في آسيا في مهاجمة إسرائيل ومؤيديها في الولايات المتحدة وأوروبا.
مكاسب داخلية لأنور إبراهيم
ووصف العمل العسكري في غزة بأنه "ذروة الهمجية"، وذلك في تجمع حاشد الشهر الماضي، وقال للبرلمان في وقت سابق إن ماليزيا ستواصل دعم حماس رغم التهديد بفرض عقوبات أمريكية.
كما أضاف أنور للمشرعين: "استُعمِرَت فلسطين من خلال الفصل العنصري والتطهير العرقي، والآن الإبادة الجماعية. إن ما حدث هو حق ونضال مشروع للشعب الفلسطيني". وتابع المسؤول الماليزي في تصريحاته: "على جميع الأطراف وعلى الجمهور كذلك إظهار التضامن مع قضية فلسطين، بدلاً من استخدامها للسياسة".
ويرى أنور أن موقفه الناري ضد إسرائيل يساعد ماليزيا على الساحة العالمية، وكذلك على الساحة السياسية في الداخل، وفقاً لمسؤول في وزارة الخارجية مطّلع على الأمر، طلب عدم الكشف عن هويته.
دعم ماليزي للقضية الفلسطينية
قامت ماليزيا على مر السنين بتعزيز العلاقات مع الفلسطينيين من خلال إرسال المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم السياسي والحفاظ على السفارات المتبادلة. وأبقت ماليزيا على اتصالاتها مفتوحة مع قادة حماس. وفي عام 2011، ساعد قادة الحكومة، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء الحالي، في إطلاق منظمة ثقافية فلسطينية تابعة لحركة حماس، والتي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وفي الأسبوع الماضي، نشر مهاتير محمد مقطع فيديو لمحادثة مع الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وصف فيها مهاتير الحرب بأنها "إبادة جماعية" تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. ويطلب هنية من الرجل البالغ من العمر 98 عاماً المساعدة في التأثير على الروايات الغربية والإسرائيلية.
بدأ موقف أنور بشأن هذه المسألة يتناقض مع هدفه السياسي بجذب استثمارات جديدة من الولايات المتحدة. قبل عدة أشهر، التقى أنور بإيلون ماسك في محاولة لجذب شركات التكنولوجيا الكبرى إلى ماليزيا.
وخلال رحلة إلى الولايات المتحدة، في سبتمبر/أيلول، التقى أيضاً بكبار المسؤولين التنفيذيين في شركتي جوجل وبوينغ. وتفتخر الولايات المتحدة وماليزيا باستثمارات وتجارة ثنائية يبلغ مجموعها 1.6 تريليون دولار سنوياً، وفقاً للبيانات الحكومية.
جرائم الاحتلال في غزة
يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 33 يوماً إلى 10 آلاف و569 شهيداً، بينهم 4324 طفلاً و2823 سيدة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة، فيما كشفت عن وجود 2550 بلاغاً عن مفقودين، منهم 1350 طفلاً ما زالوا تحت الأنقاض.
المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، قال في مؤتمر صحفي إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة تسبب في استشهاد 193 من الطواقم الصحية، ودمر 45 سيارة إسعاف، حيث يتعمد الاحتلال استهدافها خلال توجهها لإنقاذ الضحايا أو حمل الجثث.
كما أضاف أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 120 مؤسسة صحية منذ بدء العدوان، وأعلن عن خروج 18 مستشفى و40 مركزاً صحياً عن الخدمة بسبب القصف أو نفاد الوقود، بينما يستمر الاحتلال في تجاهل الدعوات إلى إدخال الوقود للقطاع.
فيما أشار القدرة إلى أن المستشفيات تعمل حالياً على المولدات الثانوية لتشغيل أقسام العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ، وطالب الأمم المتحدة والصليب الأحمر بالوجود داخل المستشفيات لحمايتها من تهديدات الاحتلال.
كما طالب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة بالعمل فوراً على توفير ممر إنساني آمن لدخول الإمدادات الطبية والوقود وخروج آلاف الجرحى من القطاع المحاصر، إذ تعيش مستشفيات غزة وضعاً صعباً في ظل العدد الكبير من الجرحى ضحايا العدوان الإسرائيلي.