إسرائيل “أمامها أسابيع فقط لهزيمة حماس”.. إيهود باراك: أقترح تشكيل قوة عربية للسيطرة على غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/07 الساعة 15:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/07 الساعة 15:58 بتوقيت غرينتش
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق إيهود باراك، Getty

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، إنه يخشى أن إسرائيل ليس أمامها سوى بضعة أسابيع فقط للقضاء على حماس، وذلك بالتزامن مع الانقلاب السريع في الرأي العام لمناهضة الهجمات على غزة وخاصةً داخل الولايات المتحدة، وفق ما صرح به لمجلة POLITICO الأمريكية الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

خلال مقابلة حصرية مع مجلة POLITICO الأمريكية، اقترح رئيس الوزراء الأسبق ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق تشكيل قوةٍ عربية متعددة الجنسيات، حتى تتولى الحكم في غزة بعد نهاية الحملة العسكرية وتساعد في عودة السلطة الفلسطينية (الخاصة بمحمود عباس) لتولي زمام الأمور من حماس. 

إيهود باراك وتراجع التعاطف مع إسرائيل

حتى مع ذلك التغيير في النظام السياسي داخل غزة؛ أكّد إيهود باراك أن العودة للدبلوماسية التي تستهدف إنشاء دولةٍ فلسطينية تظل احتماليةً بعيدة المنال للغاية. إذ لاحظ باراك كيف تغير خطاب المسؤولين الأمريكيين في الأيام الأخيرة، مع ارتفاع الأصوات المطالبة بهدنةٍ إنسانية. 

حيث يشعر بالقلق من أن التعاطف الذي حصلت عليه إسرائيل في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول قد بدأ يتآكل. وأوضح باراك: "يُمكنك رؤية نافذة الفرصة وهي تُغلق. من الواضح أننا نتجه إلى الخلاف مع الأمريكيين بسبب الهجوم. لا تستطيع أمريكا أن تُملي على إسرائيل ما تفعله بالطبع. لكننا لا نستطيع تجاهلهم. وسيتعيّن علينا القبول بمطالب الأمريكيين خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وربما أقل".

غزة تعيش وضعاً كارثياً بسبب العدوان الإسرائيلي/ الأناضول
غزة تعيش وضعاً كارثياً بسبب العدوان الإسرائيلي/ الأناضول

كما أردف إيهود باراك أن القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيستغرق عدة أشهر أو ربما عاماً كاملاً -وهو الهدف الرئيسي من الحرب التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة حربه. لكن باراك أشار إلى أن الدعم الغربي بدأ يضعف بسبب حصيلة الوفيات بين المدنيين في غزة، وكذلك المخاوف من إثارة حملة إسرائيل لحرب أوسع نطاقاً وربما أكثر كارثيةً في المنطقة.

تابع موضحاً أن الدول الغربية تشعر بالقلق على مواطنيها الموجودين ضمن قائمة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة. وقال باراك: "استمعوا إلى لهجة الخطاب العام الآن -والأمر أكثر وضوحاً من ذلك خلف الأبواب المغلقة. نحن نخسر معركة الرأي العام في أوروبا، وسنبدأ في خسارة دعم الحكومات الأوروبية في غضون أسبوع أو أسبوعين. وبعد أسبوعٍ آخر، سيبرز الخلاف مع الأمريكيين إلى الواجهة".

"قوة عربية" للسيطرة على غزة

يتمتع إيهود باراك بخبرةٍ كبيرة في التعامل مع حلفاء وخصوم إسرائيل على حد سواء. وقد قال باراك إن إسرائيل وضعت سقفاً عالياً للهدف من حربها على غزة. وأوضح: "كانت صدمة الهجوم كبيرة. لقد كان حدثاً غير مسبوقٍ في تاريخنا، واتضح على الفور ضرورة أن يكون الرد قاسياً. وليس هذا بغرض الانتقام، بل من أجل ضمان عدم تكرار ذلك مرةً أخرى".

حتى إذا أخفقت الحملة العسكرية في تحقيق هدفها الأقصى المتمثل في القضاء الكامل على حماس، فمن المؤكد أنها ستُلحق أضراراً جسيمة بحركة حماس. وسيكون من الضروري حينها الحيلولة دون عودة حماس من جديد.

كما يرى إيهود باراك أن تغيير المشهد السياسي قد يتطلب تدخل قوة عربية متعددة الجنسية لتولي مهام السيطرة على غزة، وذلك بعد نهاية الحملة العسكرية الإسرائيلية.

حيث قال إيهود باراك: "ليس من المستبعد على الإطلاق أن يجري تشكيل قوة عربية متعددة الجنسيات تضم وحدات رمزية من الدول غير العربية، وذلك بدعم من الجامعة العربية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد تظل تلك القوة في غزة لثلاثة أو ستة أشهر من أجل مساعدة السلطة الفلسطينية على تولّي زمام الأمور بالشكل الصحيح".

فيما ذكر باراك أن إسرائيل ومصر والأردن عمّقت تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب. كما وقعت إسرائيل معاهدات "تطبيع" مع البحرين والإمارات، وهو الأمر الذي يرى باراك أن الدول العربية لن ترغب في التراجع عنه.

أردف إيهود باراك: "تحتاج الدول العربية لأن تكون قادرةً على إخبار شعوبها بأن هناك تغييراً يحدث، وأن هناك فصلاً جديداً يُكتب، وهو فصل سيشهد بذل جهود صادقة من كافة الأطراف لتهدئة الصراع. لكن تلك الدول بحاجةٍ لأن تسمع أن إسرائيل قادرة على التفكير في تغيير المسار الذي كانت تسلكه في السنوات الأخيرة".

لكنه حذّر من أن هذا لا يعني أنه في مقدور إسرائيل -أو ينبغي عليها- المسارعة لإحياء المفاوضات حول حل الدولتين. إذ يرى أن العودة إلى حقبة المفاوضات التي جرت بينه وبين ياسر عرفات لن تكون أمراً ممكناً لوقتٍ طويل.

ثم أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: "لن يحدث ذلك بسرعة، بل سيستغرق بعض الوقت. وسيحتاج الأمر إلى الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف لأن حالة انعدام الثقة قد تفاقمت".

"نحن نخسر المعركة"

من جهة أخرى، وأثناء تغطيته الميدانية لقناة 12News، خاطب المذيع داني كوشمارو رئيس الوزراء بشكلٍ مباشر ووجه له انتقادات حادة وواضحة، وفق ما ذكرته صحيفة Israel Hayom الأربعاء.

حيث وجّه كوشمارو نظرةً ثاقبةً إلى عدسة الكاميرا وقال لنتنياهو: "في ليلةٍ كهذه نوجه دعوتنا إلى أفضل إسرائيلي يتحدث باللغة الإنجليزية، وأفضل إسرائيلي يُجري مقابلات باللغة الإنجليزية: تحدّث إلى العالم! مثِّل شعبنا! أين أنت يا رئيس الوزراء؟".

واختتم كوشمارو تصريحاته الناقدة لرئيس الوزراء قائلاً: "نحن نخسر معركة الدعاية على مستوى العالم". وجاءت انتقادات كوشمارو لرئيس الوزراء بسبب ما يراه عدم مشاركةٍ من نتنياهو في الدعاية الدولية لإسرائيل، التي تعرضت لضربة قوية خلال الأيام العصيبة لحرب السيوف الحديدية.

تحميل المزيد