نقلت صحيفة Haaretz الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية وأمريكية "مطلعة"، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يرى أن المسؤولين الإسرائيليين لم يناقشوا حتى الآن "استراتيجية خروج" بعد انتهاء الحرب على غزة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن بلينكن سأل رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي، عن هذا الموضوع خلال اجتماعه بهم نهاية الأسبوع الماضي، واستنبط الوزير الأمريكي رأياً مفاده أن الإسرائيليين لم يطرحوا هذا الأمر للمناقشة حتى الآن.
في الوقت ذاته، أعرب مسؤولون بارزون بالإدارة الأمريكية عن قلقهم وانزعاجهم من افتقار إسرائيل إلى "استراتيجية خروج" بعد انتهاء الحرب على غزة.
وتشكُّ الإدارة الأمريكية في امتلاك إسرائيل خطة طويلة المدى لإدارة الأمور في غزة بعد "هزيمة حماس" وفق تصوّرها، كما يشعر بلينكن ومسؤولون آخرون في الإدارة الأمريكية بأن نتنياهو لا يريد مناقشة الأمر، ولا حتى في الدوائر الإسرائيلية الداخلية، مثل مجلس الوزراء الأمني.
من الأفكار التي تروجها الإدارة الأمريكية خطة النقل التدريجي للسيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، إلا أن بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية ذاتها يعارضون ذلك، وأبرزهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذان يقودان فصيلاً يمينياً متطرفاً يريد انهيار السلطة الفلسطينية.
"خطوة صعبة"
في سياق متصل، ناقش بلينكن ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، هذه الخطة صباح الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وقوبل الأمر بالتردُّد من الجانب الفلسطيني أيضاً.
حيث أوضح عباس لوزير الخارجية الأمريكي أن دخول السلطة الفلسطينية إلى غزة خطوة صعبة، لأن ذلك الأمر سيجعلها تبدو "حليفة لإسرائيل"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لا يمكن القيام بها إلا إذا اتخذت إسرائيل خطوات بارزة "لتوطيد مكانة" السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
من جهة أخرى، حاول بلينكن حشد التأييد لهذه الخطوة السياسية من الدول العربية خلال الاجتماع الذي عقده نهاية الأسبوع الماضي في عمَّان مع وزراء خارجية الأردن، ومصر، والسعودية، وقطر، والإمارات.
وتدرس الإدارة الأمريكية خطة أخرى، وناقشها بلينكن كذلك خلال المحادثات في عمَّان ورام الله، وهي إنشاء قوة متعددة الجنسيات تعمل في غزة بعد الحرب بتفويض مؤقت المدة، ولا يشارك فيها جنود أمريكيون، لكن تدعمها الولايات المتحدة.
في المقابل، واجه بلينكن صعوبات في الرد على الانتقادات المتزايدة لإسرائيل من الدول العربية في وقت تدخل فيه الحرب أسبوعها الخامس، وفق الصحيفة ذاتها.