تواصل إسرائيل إحصاء خسائرها الاقتصادية جراء الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ 30 يوماً، وتسببت في استشهاد نحو 10 آلاف فلسطيني فضلاً عن آلاف الجرحى، حيث تشير بيانات سلطة المطارات الإسرائيلية إلى انخفاض بنسبة 41% في عدد ركاب الرحلات الجوية داخل "إسرائيل" خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
فمنذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مرّ 1.174.470 مسافراً بمطارات إسرائيل مقارنةً بـ1.992.920 مسافراً في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022. وأثناء تعامل إسرائيل والعالم مع أزمة فيروس كورونا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، بلغ عدد المسافرين عبر المطارات الإسرائيلية 786.095 مسافراً، وفق ما ذكرته صحيفة Calcalist الإسرائيلية.
كما أوضحت بيانات سلطة المطارات أن شهر أكتوبر/تشرين الأول شهد مرور 7.747 رحلة جوية بإسرائيل، مقارنةً بـ11.176 رحلة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022. ويقول المسؤولون في سلطة المطارات إن عدد المسافرين يومياً في الشهر الماضي بلغ 14 ألفاً، مقارنةً بـ80 ألف مسافر تقريباً في الشهر الذي سبقه إبان ذروة موسم العطلات.
6 شركات أجنبية تواصل العمل في المطارات الإسرائيلية
كما أظهرت البيانات أن عدد شركات الطيران التي تُسيّر رحلات إلى مطار بن غوريون اليوم لا يتجاوز بضع شركات. حيث تعمل هناك حالياً خطوط توس القبرصية، والخطوط الجوية الأوزبكية، وأزيموت الروسية، وفلاي دبي وطيران الاتحاد الإماراتية، وهاي سكاي المولدوفية، إلى جانب شركات إل عال ويسرائير وأركيا الإسرائيلية.
الموقع الإسرائيلي أكد أنه لا تُسيِّر جميع شركات الطيران الدولية رحلات إلى المطارات الإسرائيلية، باستثناء الشركات المذكورة أعلاه، ولا تخطط بعضها لإعادة خطوطها قبل عام 2024.
بينما أصدرت شركة Cirium، المتخصصة في الطيران العالمي، تقريراً خاصاً يفحص حجم الرحلات من وإلى المطارات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى الـ19 من الشهر نفسه.
أفاد التقرير بأنه كان من المفترض هبوط وإقلاع 2662 رحلة من إسرائيل خلال تلك الفترة، لكن نسبة الإلغاء بلغت 42.6% من تلك الرحلات. حيث تقول الشركة إن الفترة المذكورة شهدت إلغاء 55.3% من رحلات الخطوط التركية، وإلغاء 74.5% من رحلات ويز للطيران، وإلغاء 77.4% من رحلات رايان إير.
بينما لم تُلغ خطوط إل عال كثيراً من رحلات الإنقاذ التي تسيّرها، حيث بلغت نسب الإلغاء الحد الأدنى عند 3.09%. وفي الوقت ذاته، ذكرت إل عال إنها ستستبق توقف الخطوط المتجهة إلى دبلن ومارسيليا وطوكيو، والتي توقفت عن العمل رسمياً في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول.
كما أوضحت "إل عال" أن تلك الخطوط موسمية وتعمل في مواسم العطلات بشكلٍ أساسي، ولهذا لا داعي لاستمرارها في ظل الحرب. بينما ستعاود تلك الخطوط العمل في عام 2024.
فيما شدّدت سلطة المطارات الإسرائيلية على أن عودة الخطوط لطبيعتها مرهونة بشركات التأمين، التي ترفض التأمين على الطائرات أثناء وجودها في مناطق حرب. فضلاً عن رفض تلك الشركات التأمين على أطقم الطائرات، الذين أصبح كثير منهم مجبراً على البقاء في إسرائيل، اليوم.
أزمة في سوق السيارات
إلى ذلك، شهد الأسبوع الماضي تسليم 11.777 سيارة جديدة فحسب، في رقم منخفض للغاية يعكس أداء السوق بعد أربعة أسابيع من القتال وأسبوع واحد من العمل كالمعتاد. وتأتي هذه البيانات بحسب ما ذكرته جمعية مستوردي المركبات.
للمقارنة، شهد شهر سبتمبر/أيلول الماضي تسليم 18.119 سيارة في إسرائيل رغم كونه شهراً مليئاً بالعطلات. وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وصلت أعداد السيارات الجديدة إلى 16.467 سيارة خلال الشهر المليء بالعطلات والتواريخ المهمة.
لا شك في أنّ تراجع أعداد السيارات الجديدة التي تم تسليمها ليس مفاجئاً، لأن هذا المعيار يقيس عدد السيارات التي تسلمها الزبائن فعلياً وليس عدد السيارات المبيعة. وينتظر الزبائن عادةً فترة تصل إلى ثلاثة أسابيع تقريباً لاستلام السيارة.
لكن الأمر الأكثر إثارةً للقلق بالنسبة للمستوردين هو ما سيحدث خلال الشهرين المقبلين حتى نهاية العام. حيث يمتلك مستوردو السيارات حالياً مخزوناً من السيارات غير المبيعة التي يتجاوز عددها 60 ألف مركبة، وغالبيتها معفاة من الرسوم الجمركية، لهذا لم يتحدد سعرها النهائي للمستهلك بعد.