قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن قطاع غزة يشهد جريمة ضد الإنسانية منذ 28 يوماً، ولا يوجد شيء يبرر هذه الوحشية، مشيراً إلى أن أنقرة تعمل على آليات جديدة (لحل الصراع في الشرق الأوسط) تضمن أمن الجميع، بغضّ النظر عما إذا كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً.
جاء ذلك خلال كلمته في القمة العاشرة لمنظمة الدول التركية على مستوى القادة، التي انطلقت الجمعة، في العاصمة الكازاخستانية أستانا، إذ أوضح أردوغان: "تحرُّكنا الموحد كعالم تركي من شأنه تسهيل الطريق المؤدي لوقف إطلاق النار أولاً، والسلام الدائم لاحقاً".
الرئيس التركي أوضح أن جهود بلاده مستمرة لتمهيد الطريق من أجل عقد مؤتمر سلام دولي؛ لأن وقف إطلاق النار الشامل في غزة من أولوياتها، مشيراً إلى أن أنقرة تعمل على آليات جديدة (لحل الصراع في الشرق الأوسط) تضمن أمن الجميع، بغضّ النظر عما إذا كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً.
وتابع أردوغان: "هناك جرائم ترتكب ضد الإنسانية في غزة، ويتم قصف المستشفيات بوحشية، وفلسطين تشهد مأساة إنسانية لم يسبق لها مثيل".
في السياق ذاته، قال أردوغان إن تركيا أرسلت حتى الآن 10 طائرات محملة بمساعدات إنسانية (لإيصالها إلى غزة) وستواصل إرسال المزيد.
اقرأ أيضاً
"تأسيس آلية أمنية"
والثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الرئيس التركي، إن تركيا ترى ضرورة "تأسيس آلية أمنية جديدة بتعاون الأطراف الإقليمية"، معرباً عن استعداده "لتحمّل مسؤولية" في حال اتخاذ خطوة من هذا القبيل.
وأوضح أن "إسرائيل فقدت تماماً عقلية الدولة، وباتت تتصرف كتنظيم، ونؤمن بضرورة إيقافها في أسرع وقت"، لافتاً إلى أن تركيا تواصل "مباحثات من أجل محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في غزة أمام القانون".
وانتقد أردوغان العالم الغربي "وفي مقدمته الدول الأوروبية"، لأنه "رسب مجدداً في اختبار الإنسانية بقطاع غزة"، وأردف: "من يقفون اليوم متفرجين على موت الآلاف من أطفال غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غداً".
اقرأ أيضاً
"مجرمة حرب"
والسبت 28 أكتوبر/تشرين الأول، قال أردوغان إن بلاده عازمة على إعلان إسرائيل "مجرمة حرب" للعالم أجمع، وأضاف خلال تجمع جماهيري حاشد لنصرة فلسطين في إسطنبول: "كنا نعلم أن إسرائيل ستنزعج من قولنا إن حماس ليست منظمة إرهابية، ومع ذلك عبرنا عن موقفنا بوضوح".
وبعد خطاب أردوغان، أعلن وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، أن تل أبيب قررت سحب سفيرتها ودبلوماسييها من أنقرة، بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتنفذ إسرائيل منذ 28 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، ما تسببت في استشهاد 9061 فلسطينياً، بينهم 3760 طفلاً وآلاف الجرحى.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول، نفذت حماس عملية "طوفان الأقصى"، حيث اقتحم مقاتلوها معسكرات ومستوطنات غلاف قطاع غزة، وقتلوا أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابوا 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسروا ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.