حذرت الأمم المتحدة، الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من "تزايد كبير" في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة منذ أسابيع، ما تسبب في سقوط آلاف الشهداء وعدد كبير من الجرحى.
جاء ذلك في بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أشار فيه إلى نزوح 820 فلسطينياً في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأضاف المكتب أن متوسط اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ارتفع من 3 إلى 7 اعتداءات يومياً.
كذلك أفاد المكتب بأن هذه الفترة شهدت تسجيل 171 اعتداء من قبل مستوطنين على الفلسطينيين، وتسببت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في خسائر بالأرواح والممتلكات، إلى جانب تقييدها وعرقلتها حرية تنقُّل الفلسطينيين.
أدت قيود التنقل هذه إلى توقف المساعدات الإنسانية، بحسب بيان "أوتشا"، التي ختمته بالإشارة إلى مواصلة المستوطنين تهديد الفلسطينيين عبر استخدام الأسلحة أيضاً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حولت إسرائيل الضفة الغربية إلى أشبه بكانتونات معزولة، واقتحمت المدن والمخيمات الفلسطينية بدعوى ملاحقة المطلوبين، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية استُشهد 130 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين والقصف، وتحت التعذيب بعد الاعتقال.
شملت عمليات الجيش الإسرائيلي كافة محافظات الضفة الغربية، غير أنها تركزت في محافظات طولكرم وجنين ونابلس (شمال)، ورام الله (وسط)، كما شهد مخيما جنين ونور شمس، عمليات واسعة للجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها آليات وجرافات وطائرات مسيرة، كما قصف أهدافاً في المخيمين.
شهد المخيمان تدميراً في البنية التحتية، وتفجير محال تجارية ونصب تذكارية، وتحطيم مركبات.
من جانبه، قال مصطفى البرغوثي، رئيس حزب المبادرة الفلسطينية، إن "إسرائيل تمارس حرباً انتقامية بحق كل ما هو فلسطيني في الضفة الغربية بالتوازي مع حربها على قطاع غزة".
أضاف البرغوثي، في حديث مع وكالة الأناضول، أنه "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الضفة حرباً وانتهاكات متصاعدة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، راح ضحيتها 130 فلسطينياً، بينهم 8 برصاص المستوطنين، واثنان تحت التعذيب بعد الاعتقال".
كانت بلدة قصرة إلى الجنوب من نابلس، قد شهدت أشرس هجوم للمستوطنين، أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين، فيما قتل مُزارع في بلدة الساوية، جنوبي المدينة، وثامن في بلدة دورا القرع، قرب رام الله.
كان فلسطينيون قد تناقلوا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لمعتقلين فلسطينيين عراة مكبلين، يتم الاعتداء عليهم وسحلهم من قبل القوات الإسرائيلية.
في سياق متصل، هدمت جرافات إسرائيلية، اليوم الأربعاء، 17 منزلاً تاريخياً جنوبي الضفة الغربية، وقال حسن بريجية، مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في مدينة بيت لحم، لوكالة الأناضول، إن جيش الاحتلال والمستوطنين "هدموا 17 بيتاً في قرية شوشحلة، قرب بيت لحم" جنوبي الضفة الغربية.
أشار بريجية إلى أن المنازل "مشيدة من الحجر القديم، ويعود عمرها إلى ما يزيد على 200 عام"، ولفت إلى أن مستوطنين برفقة قوات إسرائيلية "هدموا المنازل مستغلين الانشغال بالحرب الدائرة على قطاع غزة".
و"شوشحلة" قرية صغيرة تقع بالقرب من تجمع غوش عتصيون الاستيطاني، بين القدس وبيت لحم والخليل، ويسكنها بضع عائلات، غالبيتهم تم تهجيرهم خلال السنوات الماضية، بفعل اعتداءات المستوطنين.
يأتي هذا فيما ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، غارات جوية مدمرة على غزة، قتل خلالها أكثر من 8796 شهيداً بينهم 3648 طفلاً، وأصيب نحو 22219، كما قتل 126 فلسطينياً واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.