قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الجيش ينتقل إلى مرحلة جديدة من حربه مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، زاعماً في الوقت نفسه أن قواته البرية تكمل عملياته في القطاع الفلسطيني الذي يتعرض للقصف.
وأضاف هاليفي في رسالة بثها التلفزيون: "هذه الحرب لها مراحل واليوم ننتقل إلى المرحلة التالية. قواتنا تعمل حالياً على الأرض في قطاع غزة" مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك مجموعات من القوات المدرعة والهندسية والمشاة قد عملت في نشاطات برية شمالي قطاع غزة.
نتنياهو يلتقي عائلات أسرى حماس
في سياق متصل ووفقاً لما نشره موقع "واللا" العبري، فقد التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذا الوقت (السبت) مع عائلات المختطفين لدى حماس في غزة. وذلك بعد أن هددوا بإغلاق مداخل الكريا في حال عدم استجابته هو أو وزير الدفاع غالانت للمطلب وعقد اجتماع معهم حتى الساعة 20.00 الليلة. وفي وقت سابق، أعلن غالانت أنه سيجتمع مع عائلات الضحايا.
وهذا هو اللقاء الثاني الذي يعقده نتنياهو مع ممثلي أهالي المختطفين والمفقودين، بعد أسبوع من بداية القتال التقى بمجموعة ضمت عدة عائلات. وشاركت في اللقاء المسائي أيضاً سبع عائلات، بالإضافة إلى مبادري مقر العائلات رونان تسور والمحامي دودي زلمانوفيتز، وكذلك المحامي أوري سالونيم، الذي قام في الماضي بالوساطة والمساعدة في معاملات الأسرى والمفقودين. وشاركت في الاجتماع أيضاً زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو.
في نفس وقت الاجتماع، دعت الشرطة العائلات المنتظرة في الخارج لإخلاء الطريق بحجة مخالفة تعليمات التجمع الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية، إلا أنهم رفضوا بدعوى ذلك: "في ناس هنا أطفالهم مختطفين في غزة – ما عندنا حياة. أنت تعيش في فيلم، ما هي التعليمات؟".
حماس تطالب بموقف قوي ضد الاحتلال
في المقابل طالبت حركة "حماس" الفلسطينية، السبت، الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف يرقى لمستوى "حرب الإبادة" التي يمارسها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. جاء ذلك في بيان صدر عقب مؤتمر صحفي للحركة، عقدته بالعاصمة اللبنانية بيروت، واطلعت عليه الأناضول.
ودعت "حماس"، الدول العربية والإسلامية إلى "تطوير موقف يكون في مستوى حرب الإبادة ضد شعبنا (الفلسطيني)". وأضافت: "نطالب الدول العربية والإسلامية باستخدام كل ما تملك من أدوات وأوراق ضغط على مصالح أمريكا، والدول الراعية للعدوان، وإشعارهم أن هناك ما يخسرونه".
حماس تهاجم الإدارة الأمريكية
اعتبرت الحركة الفلسطينية أن "الإدارة الأمريكية والدول الغربية الداعمة للعدوان، شريكة بالكامل مع الاحتلال في حرب الإبادة وشلال الدم الذي ينزف من المدنيين العزل". وتابعت: "هذه الدماء ستكون لعنة وبركان غضب من جماهير أمتنا وأحرار العالم، على هؤلاء القتلة".
وأشارت إلى استهداف الجيش الإسرائيلي محيط المستشفيات التي تؤوي عشرات الآلاف من المواطنين، إلى أنه "جزء من مسلسل تهجير شعبنا من الشمال إلى الجنوب، ثم إلى سيناء"، معلنة رفض الشعب الفلسطيني لمحاولات التهجير هذه بـ"قوة".
وفي السياق، جددت "حماس" مطالبة الدول العربية والإسلامية بـ"طرد سفراء العدو"، في إشارة إلى إسرائيل والدول الداعمة لها. وأوضحت: "لا يجوز أن يرفرف علم الكيان الإرهابي النازي في عواصم بلادنا"، حسب المصدر ذاته.
وعلى هذا النحو، نوه البيان بضرورة "التطبيق الفوري والعاجل لقرار الجمعية العامة، بإدخال الوقود والمواد الإغاثية، والمساعدات المتكدّسة على الجانب المصري، وأن يتم توزيعها على كافة المناطق والمستشفيات في قطاع غزة".
واعتبرت "حماس"، أن القرار الأممي بوقف إطلاق النار في غزة والذي اعتمدته الجمعية العامة، الجمعة، بموافقة 120 دولة، بمثابة "انتصار لشعبنا الفلسطيني".
القسام يتصدى للتوغل البري لإسرائيل
فيما يتعلق بمحاولات الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، توسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة، شددت حماس على أن "كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تصدت ببطولة وثبات لمحاولات التقدم البري، واشتبكت بقوة مع جيش الاحتلال، وأوقعت خسائر فادحة بجنوده ومعداته"، دون مزيد من التفاصيل. ومضت بالقول أن غزة "كانت وستبقى مقبرة للغزاة".
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي "لن يستطيع ترميم صورة الهزيمة الاستراتيجية، التي لحقت به في 7 أكتوبر/تشرين الأول"، حسب المصدر ذاته.
ولفتت "حماس"، إلى أن هدف إسرائيل من قطع الاتصالات والإنترنت عن غزة، وعزله عن العالم الخارجي، هو "حجب الحقيقة ومنع نقل الصورة للعالم عن جرائمها في القطاع".
وعليه، حذرت الحركة الفلسطينية من "أكاذيب الاحتلال"، سواء من خلال "الادعاءات الخاطئة حول مستشفى الشفاء، أو محاولات عمل حسابات وهمية باسم حماس وقياداتها لنشر البلبلة، والأكاذيب الصهيونية".
وتابعت: "قلنا بشكل قطعي أنها ادعاءات (بشأن مستشفى الشفاء) كاذبة، وهي جزء من الدعاية الصهيونية لتبرير استهدافه، وارتكاب مجازر أخرى ضد المدنيين والطواقم الطبية ووقف المستشفى عن العمل".
جيش الاحتلال يهاجم حماس
كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، ادعى أن "القيادة المركزية لحركة حماس موجودة أسفل مستشفى الشفاء في غزة".
وزعم هاغاري، أيضاً أنه "يوجد أسفل مستشفى الشفاء، أنفاق يستخدمها المخربون كدرع واق"، على حد زعمه.
ومساء الجمعة، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى "هدنة إنسانية دائمة ومستدامة" فورية في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل رفض تطبيقها ووصفتها بالدعوة الـ"دنيئة".
وبالتزامن، شهدت غزة ليلة الجمعة/السبت، قصفاً من عدة محاور هو "الأعنف" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تسبب "بتدمير مئات المباني كلياً"، تزامناً مع توغل بري محدود لليوم الثالث على التوالي، وقطع للاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن القطاع عزله عن العالم الخارجي.
وتشن إسرائيل منذ 22 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأوقعت 7703 شهداء، بينهم 3195 طفلاً، و1863 سيدة، إلى جانب 19743 أصيبوا بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.