نفذت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على سلسلة من الهجمات ضد القوات الأمريكية في كل من سوريا والعراق، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة وذخيرة.
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ذكر في بيان: "هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، والتي بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول".
أوستن أضاف أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع الهجمات ضد الأمريكيين، وستدافع عن مصالحها"، مشيراً إلى أنها "ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات وكلاء طهران".
وتابع وزير الدفاع الأمريكي: "الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية غير مقبولة، ويجب أن تتوقف".
كما شدد أوستن على أن تلك الهجمات "منفصلة عن الصراع بين إسرائيل و(حركة) حماس، ولا تشكل تحولاً في نهجنا تجاه الصراع"، مؤكداً أن واشنطن "لا تسعى للصراع، وليس لديها نية للانخراط في أي عداءات أخرى".
استهداف مستودعات أسلحة وذخيرة
في السياق، قال مسؤول أمريكي إن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة وذخيرة، مشيراً إلى أنها شُنت باستخدام مقاتلات "F-16″، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "لم تنسق الضربات في سوريا مع إسرائيل".
فيما قال مسؤول ثان: "الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية غير مقبولة ويجب أن تتوقف. نحن على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا إذا لزم الأمر".
ووقعت الضربات في حوالي الساعة 4:30 صباح اليوم الجمعة في سوريا (01:30 بتوقيت غرينتش) بالقرب من البوكمال، وهي بلدة سورية على الحدود مع العراق. ونفذتها طائرتان مقاتلتان من طراز إف-16 باستخدام ذخائر دقيقة، حسبما ذكر أحد المسؤولين.
هجمات ضد القوات الأمريكية
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت البنتاغون أن القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق تعرّضت منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري لما لا يقلّ عن 16 هجوماً في هذين البلدين، متّهماً "ميليشيات مدعومة من إيران" بالوقوف خلف هذه الهجمات.
المتحدّث باسم "البنتاغون" الجنرال بات رايدر قال للصحفيين إنه منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول "هوجمت القوات الأمريكية وقوات التحالف 12 مرة في العراق و4 مرّات في سوريا"، موضحاً أنّ هذه الهجمات نُفّذت بطائرات مسيّرة وصواريخ.
كما أضاف المتحدث أن آخر هذه الهجمات وقع الخميس في إقليم كردستان العراق، وتسبّب بـ"أضرار طفيفة في البنية التحتية" من "دون أن يتسبّب بأيّ خسائر بشرية".
وتبنت معظم تلك الهجمات، إن لم يكن جميعها، مجموعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق".
ولا تعدّ هذه إحدى المجموعات المسلحة المعروفة التي تنشط في المنطقة، كما أنها لم تعلن ارتباطها أو تلقيها دعماً من أيّ حكومة محدّدة، لكنّ البنتاغون أكّدت وقوف إيران خلف منفّذي هذه الهجمات.
كما أفاد رايدر: "نعلم أنّ هذه الهجمات تشنّها ميليشيات مدعومة من إيران، ومن ثم نعتبر إيران مسؤولة عن هذه الجماعات".
وهددت مجموعات مسلّحة مقرّبة من إيران بمهاجمة المصالح الأمريكية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل، فيما شددت إحداها – كتائب حزب الله (أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي)، على ضرورة مغادرة القوات الأمريكية البلاد وإلا فـ"سيذوقون نار جهنّم في الدنيا قبل الآخرة".
ولواشنطن نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق يتمركزون في هذين البلدين في إطار جهود منع عودة تنظيم "داعش".
وتؤدي القوات الأمريكية في العراق دوراً تدريبياً واستشارياً، بعد الانتهاء الرسمي لمهمة التحالف القتالية في ديسمبر/كانون الأول 2021، بينما تنفّذ تلك المتمركزة في سوريا ضربات متكررة ضد تنظيم "داعش".
بايدن يحذر خامنئي
والخميس، ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أوصل رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي للتحذير من استهداف الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط.
المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قال في إفادة صحفية: "نُقلت الرسالة مباشرة". ولم يتطرق لتفاصيل.
وجاءت تصريحات كيربي في الوقت الذي لا يزال يستشعر فيه المسؤولون الأمريكيون القلق بشأن اتساع الصراع في الشرق الأوسط بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" وفصائل فلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري على إسرائيل مع تكثيف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للمراقبة، ونشرها قطعاً عسكرية إضافية وأفراداً في المنطقة.
ولاحقاً أعلنت "البنتاغون"، الخميس، أن نحو 900 من القوات الأمريكية الإضافية تتجه إلى الشرق الأوسط، أو وصلت في الآونة الأخيرة، لتعزيز الدفاعات الجوية من أجل حماية جنود الولايات المتحدة في ظل تصاعد الهجمات بالمنطقة من جماعات موالية لإيران.