أكد نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، في مقابلة مع موقع "عربي بوست"، أن ما يتهدد الشعب الفلسطيني حالياً خطر كبير للغاية؛ لكونه "خطراً وجودياً"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان من احتلال فاشي يقوم بعمليات اجتثاث للشعب الفلسطيني، وهذا هو موقف فتح وإلى حد كبير للغاية هو الإجماع الفلسطيني.
كما اعتبر العالول أن كل ما حصل، كانت له مقدمات أساسها هو التنكر للشعب الفلسطيني ولحقوقه، وعمليات الظلم غير المسبوق والمذابح التي تتم ضد الشعب الفلسطيني. فحتى قبل هذه الأحداث كانت هناك يومياً أعداد كبيرة من الشهداء يرتقون، في نابلس وجنين وطولكرم، وما حدث وما يجري في القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف أن حصار غزة الخانق نفسه على أبناء الشعب في القطاع ضمن تلك المقدمات أيضاً، وكل هذا يشكل مقدمات وضغطاً كبيراً للغاية على هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن تحمُّله، والضغط هو الذي ولّد الانفجار.
وشدد نائب رئيس حركة فتح على أن ما يجرى إن توقف الآن فسيعود مرة أخرى بعد بضع سنوات، لأن الشعب الفلسطيني ساعٍ لأجل الحرية، مشدداً على مناشدته إدخال الماء والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة، لكن الأولوية هي مناشدة العالم من أجل الحرية والانعتاق من هذا الاحتلال، على حد قوله.
وكشف العالول أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتوجه إلى موسكو في زيارة رسمية له، مشيراً إلى أن الاتصالات لا تنقطع يومياً مع كل زعماء العالم، منوهاً إلى أن الموقف الدولي بدأ إلى حد ما بالاختلاف، وبدأ العالم يتفهم أن هناك ضحايا فلسطينيين وأطفالاً ونساء فلسطينيين يقصفون بالطائرات الإسرائيلية.
كما يكشف العالول في مقابلته مع "عربي بوست"، أن القيادة الفلسطينية تركز في اتصالاتها على كل المستويات، على منع مساعي تهجير سكان غزة من قبل إسرائيل، إضافة إلى أن الجزء الأساسي من الاتصالات لأجل الضغط لرفع الحصار عن غزة.
وأضاف في حديثه بالقول: "نحن نرى أن هناك معوقات أمام هذا الموضوع ومنها الموقف المصري والأردني، فإن كان هناك تهجير فسيكون إلى هذين البلدين، فالموقف المصري والأردني موقف صلب في مواجهة هذا الأمر".
إلى نص المقابلة كاملة:
كيف تقرأ حركة فتح المشهد الحاصل في غزة؟ وما موقف السلطة مما قامت به حماس يوم 7 أكتوبر؟ وهل تؤيدونها؟
ما يمكن أن نراه هو الصورة الكاملة لما حدث وما يحدث، علينا أن نرى بشكل شمولي أن ما يتهددنا وما يتهدد الشعب الفلسطيني هو خطر كبير للغاية وهو خطر وجودي، نحن نتعرض لعدوان من احتلال فاشي يقوم بعمليات اجتثاث للشعب الفلسطيني.
هذا موقف فتح وإلى حد كبير للغاية، وهو الإجماع الفلسطيني بهذا الموضوع، إن كل ما حصل له مقدمات، هذه المقدمات أساسها هو التنكر للشعب الفلسطيني ولحقوقه، وعمليات الظلم غير المسبوق والمذابح التي تتم ضد الشعب الفلسطيني حتى قبل هذه الأحداث، كانت هناك يومياً أعداد كبيرة من الشهداء يرتقون، في نابلس وجنين وطولكرم، وحصار غزة نفسه الخانق على أبناء الشعب في القطاع حتى الأحداث الأخيرة، وما حدث وما يجري في القدس والمسجد الأقصى، كل هذا يشكل مقدمات وضغطاً كبيراً للغاية على هذا الشعب الفلسطيني وضغطاً لا يمكن تحمُّله، والضغط يولّد الانفجار.
ما يجري الآن خارج القدرة على استيعاب العقل البشري، هذه العمليات من الإبادة التي تتم في قطاع غزة لا بد أن تنتبه إلى ذلك جيداً، في بعض الأحيان بعض الأطراف ووسائل الإعلام وغيرها تأخذ الأمور إلى نقاط أخرى، لكنّ النقطة المركزية التي لا بد أن نراها هي أن ما يجري في قطاع غزة الآن من عمليات الإبادة بحق الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والعائلات والبيوت التي تهدم على رؤوس ساكنيها شيء غير طبيعي.
وهذا الكم الهائل من الشهداء والضحايا من الأطفال والنساء وتستخدم فيه كل الآلة العسكرية وهذا العالم المنافق الذي يكيل بمكيالين في هذا الموضوع، يجب علينا أن نسلط الضوء على ما يجري في غزة حتى يرى العالم الصورة الحقيقية من عمليات الإبادة بحق الأطفال والنساء والضحايا والعائلات التي تقتل في القطاع.
الوضع صعب للغاية، وبالتأكيد أنه يحمل كثيراً من المخاطر، وما نحن بصدده وفي موقفنا الذي هو هو بشكل عام في فتح وغيرها وموقف الإجماع الفلسطيني، هو مبدأ كيف علينا أن نبذل كل الجهد الممكن من أجل إيقاف هذه الجرائم التي تجري في قطاع غزة، وأيضاً الحذر من المخاطر التي يخطط لها الاحتلال الإسرائيلي والتي لها علاقة بتهجير أهلنا في قطاع غزة، إضافة إلى إغاثة أهلنا في القطاع.
كل ما يسعفنا من الجهود والاتصالات في هذه الخانة، وتحديداً إلى حد كبير نبذل جهداً في مسألة الإغاثة وإيقاف الجرائم ومشروع التهجير، لكن ليس علينا أن نطمئن كثيراً، فمن الملاحظ أن المنحى بدأ ينخفض عما كان في الأسبوع الأول من هذه الأحداث، أي بدأ العالم إلى حد ما وبدأ البعض يتفهم أكثر. كانت رواية الاحتلال هي السائدة في هذه الأحداث التي تتحدث عن الفلسطينيين الذين قتلوا أطفالاً ونساء، لكن بدأت هذه الروايات تتكشف حقيقتها، بينما الحقيقة هي هؤلاء الأطفال والنساء الفلسطينيون الذين يُقصفون بالطائرات في القطاع.
كيف ترون تحركات الرئيس الفلسطيني تجاه الأحداث في غزة، خاصة بعد قصف المستشفى المعمداني، وإلغاء القمة الرباعية في عمّان؟
في الحقيقة، الرئيس الفلسطيني يومياً يجري الاتصالات مع معظم زعماء العالم في هذا الجانب؛ في محاولة لتغيير رواية الاحتلال وفي محاولة للضغط وكسب التأثير ومن أجل تحقيق الأهداف التي تحدثنا عنها، وهو إيقاف المجازر في القطاع. والمسألة الأخرى هي درء المخاطر التي يخطط لها الاحتلال ومنها موضوع تهجير سكان قطاع غزة.
لماذا لم نر تحركاً على مستوى حركة فتح مسانداً لأهالي غزة بعيداً عن الجانب الدبلوماسي للسلطة، ولماذا لم تدعُ إلى نفير عام بالضفة الغربية؟
ما يجب أن يطرح هو أن نضع الأصبع على النقطة الأساسية، الآن ليس وقت ما هو واجب من فلان وعلان أو تصنيف هذا أو ذاك، الآن نحن شعب فلسطيني موحد من أجل درء العدوان وهزيمته.
ما أودّ أن أقوله لك هو أن حراك حركة فتح في كل الأماكن، بالتأكيد في الضفة الغربية، وفي العالم أجمع هناك حراك دائم لا يتوقف على الإطلاق، سواء من أجل تحقيق الأهداف التي تحدثنا عنها أو نصرة لأهلنا في قطاع غزة.
وأود أن أقول إنّ المعركة سقفها العالي هناك في قطاع غزة، لكن عليكم أن تروا أن هناك معركة أخرى يتعرض لها الشعب الفلسطيني وفتح وكل الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، فخلال الأسبوعين فاق عدد الشهداء الـ107 شهداء، وهناك كم هائل من المعتقلين، ومن اعتداءات المستوطنين وحالات من إطلاق النار على أبناء الشعب الفلسطيني، ورغم ذلك فإن فعاليات حركة فتح وأبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال لا تتوقف في هذا الأمر.
كيف تنظرون إلى تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس "إن سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني"؟
لا ينبغي التطرق إلى هذا الموضوع، بالتأكيد رأينا حراكاً سياسياً واسعاً في كل العالم من أجل إيقاف هذا العدوان والمجازر التي تتم هنا، وعليك أن ترى الاتجاه العام وليس التفاصيل، قيل هنا وهناك، ولكن عليك أن ترى الاتجاه العام وهو أننا قلنا منذ البداية إن هذا الشعب الفلسطيني له الحق في الدفاع عن نفسه في مواجهة الاحتلال، نأخذ هذا الاتجاه ونراه، علينا أن نتجنب أن نثير إشكالات داخلية.
ما هي توقعاتك لنتائج هذه المعركة؟ وكيف يمكن أن تحقق أي نتائج تصب في مصلحة الفلسطينيين؟
هناك شلال دماء في قطاع غزة وإبادة لأبناء هذا الشعب الفلسطيني، هذه هي المسألة الأساسية، فهي خسارة لأبنائنا وأطفالنا ونسائنا وعائلاتنا. لكن الناحية الأخرى، على العالم أن يدرك تماماً- وهنا تأتي مصلحة الشعب الفلسطيني- أنه إذا لم يأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته وبحثه عن الحرية بشكل أساسي في هذه الأحداث، فإذا توقف هذا الآن، فإنه سيعود مرة أخرى بعد بضع سنوات، لأن الشعب الفلسطيني ساعٍ لأجل الحرية.
نحن نناشد الآن من أجل إدخال الماء والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة، لكن الأولوية أننا نناشد العالم من أجل الحرية والانعتاق من هذا الاحتلال.
ألا تعتقد أنه في حال نجاح حماس في تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية فإن ذلك سيضرب المشروع السياسي للسلطة، ويرفع من شعبية مشروع حماس؟
في هذا الوقت الذي نحياه وفي ظل المخاطر الشديدة للغاية على كل الوجود الفلسطيني، يجب أن نتجنب كل هذا، نحن نتحدث عن موقف فلسطيني واحد في مواجهة عدوان يجتث الأرواح ويريق الدماء ويدمر الممتلكات.
ما هي آخر الاتصالات التي تقوم بها السلطة وحركة فتح بشأن الأحداث في قطاع غزة؟
هناك اتصالات يومياً مع كل من له القيادة والتأثير بالعالم، وقريباً هناك تحرك للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى موسكو، والاتصالات لا تنقطع يومياً مع كل زعماء العالم، والرئيس الفرنسي كان في رام الله منذ يومين.
عليكم أن تلاحظوا أنّ الموقف بدأ إلى حد ما في الاختلاف، وبدأ العالم يتفهم أنّ هناك ضحايا فلسطينيين وأطفالاً ونساء فلسطينيين يُقصفون بالطائرات الإسرائيلية.
هل هناك اتصالات حالية بعد إلغاء قمة عمّان مع الإدارة الأمريكية لحثها على إيقاف المجازر بحق الفلسطينيين في غزة؟
ليس لدي علم، لكن بالتأكيد نحن نسعى إلى إيقاف المجازر، ومستعدون للذهاب إلى أبعد مكان في العالم من أجل هذه المسألة، وجودنا في الأمم المتحدة وتمثيلنا واتصالاتنا جارية على كل المحافل الدولية.
هل يمكن أن نرى موقفاً أقوى لحركة فتح إذا ما حدث اجتياح بري؟ مثل ماذا؟
علينا أن نأخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار ونسعى لأجل درء المخاطر عن شعبنا الفلسطيني.
هل ترون بالفعل أن إسرائيل في سبيلها لتحقيق عملية تهجير لسكان قطاع غزة تجاه مصر؟ كيف سيكون موقف فتح من هذا الأمر؟
منذ بداية حديثنا وأنا أتحدث عن خطر ذلك. بالتأكيد أننا ضد ذلك ونسعى ألا يحصل على كل المستويات. يسعى الاحتلال لتهجير شعبنا وتهجير أهلنا في غزة وفي مناطق أخرى، إضافة الى أنّ الجزء الأساسي من اتصالاتنا لأجل الضغط من أجل رفع الحصار عن غزة ومنع مساعي التهجير في غزة.
نحن نرى أن هناك معوقات أمام موضوع التهجير، ومنها الموقف المصري والأردني، فإن كان هناك تهجير فسيكون إلى هذين البلدين، فالموقف المصري والأردني موقف صلب في مواجهة هذا الأمر.
إلى أين وصلت مساعي حل الدولتين؟ وهل لا يزال حل الدولتين قائماً في ظل تشتت الفلسطينيين بالضفة والقطاع والداخل الإسرائيلي؟
في الأساس الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف حتى قبل الأحداث الأخيرة، وهذا الموضوع أصبح مسألة صعبة، لكن في هذه الأيام بدأت الكثير من الأصوات في العالم تتعالى بالتزامن مع أحداث غزة وتتحدث عن أن الحل الأساسي والمخرج لكل ما هو قائم هو حل الدولتين.