تتوقع مجموعات المقاومة الفلسطينية أن تقوم إسرائيل بإغراق أنفاق حماس بغاز الأعصاب والأسلحة الكيماوية، تحت إشراف كوماندوز من قوة دلتا الأمريكية، كجزء من هجوم مباغت على قطاع غزة، فيما يُقال إن تل أبيب ستستخدم "قنابل إسفنجية" جديدة أثناء قتالها في شبكة الأنفاق التي أقامتها المقاومة تحت الأرض.
موقع "ميدل إيست آي" البريطاني نقل عن مصدر عربي كبير على معرفة بتلك المجموعات، الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الخطة ترتكز على عنصر المفاجأة لحسم المعركة، باستخدام غازات محرَّمة دولياً، وبالأخص غاز الأعصاب وأسلحة كيميائية؛ حيث سيتم ضخ كميات كبيرة من غاز الأعصاب في الأنفاق.
وأشار المصدر إلى أن هذه المعلومات وصلت عن طريق تسريب ورد من داخل الولايات المتحدة، بينما قال موقع "ميدل إيست آي" إنه ليس بإمكانه التحقق من صحة المعلومات الواردة في التسريب.
وتأمل إسرائيل والولايات المتحدة في إنجاز عنصر المفاجأة من أجل اختراق أنفاق حماس، وقتل آلاف الجنود من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، حسبما صرَّح به المصدر، الذي أشار إلى أن مصدر المعلومات هو تسريب ورد من داخل الولايات المتحدة.
فرقة دلتا
كما أضاف المصدر أن فرقة دلتا في الجيش الأمريكي سوف تشرف على ضخ "كميات ضخمة من غاز الأعصاب داخل أنفاق حماس، لديها القدرة على شل حركة الإنسان لمدة تتراوح بين 6 و12 ساعة"، لافتاً إلى أنه سوف "يتم خلال هذه الفترة اختراق الأنفاق وتحرير الأسرى، وقتل الآلاف من مقاتلي القسام".
يُشار إلى أن قوة دلتا هي فرع نخبوي من قوات العمليات الخاصة التابعة للجيش الأمريكي، وهم مدربون على إنقاذ الرهائن، ومكافحة الإرهاب، وعلى القيام بمهمات "قتل أو أسر" تستهدف أشخاصاً مهمين.
لدى هذه القوة خبرة رائدة في هذا المجال، من خلال المشاركة في إنقاذ الرهائن من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفي تنفيذ هجمات ضد زعماء الجماعة، كجزء من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لإلحاق الهزيمة بداعش.
أسباب تأخر الغزو البري
ووفقاً للمعلومات المسربة، فإن تأخير إسرائيل لغزوها البري مجرد تضليل، الغاية منه هو كسب عنصر المباغتة في هجوم يُشن من جبهات متعددة، ويتضمن عمليات إنزال للكوماندوز الإسرائيليين شمال غزة وعلى امتداد الساحل.
وبحسب ما يقوله المصدر، فإن التفاصيل العملياتية للهجوم قد تم الاتفاق عليها.
"القنابل الإسفنجية"
في السياق، قالت صحيفة The Telegraph البريطانية، الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يختبر استخدام "قنابل إسفنجية" جديدة أثناء قتاله في شبكة الأنفاق التي أقامتها "حماس" تحت الأرض في غزة، لافتة إلى أن هذه القنابل الكيميائية لا تحتوي على متفجرات عادية، لكن تحتوي على مركبات كيميائية تتفاعل وتُستخدم لسدِّ الفجوات ومداخل الأنفاق التي قد يخرج منها المقاتلون.
ولم يُعلق جيش الاحتلال على ما ورد بشأن استخدامه ما يسمى "القنابل الإسفنجية"، لكن يُقال إن هذه القنابل ينشأ عن انفجارها كتلة كبيرة من الرغوة التي سرعان ما تتمدَّد ثم تتصلَّب.
ووفقاً للصحيفة، فقد شوهد جنود الاحتلال وهم يتدربون على استعمال هذه القنابل عام 2021 في شبكة أنفاق مُحاكية أنشأها جيش الاحتلال في قاعدة "تسئليم" العسكرية بالقرب من الحدود مع غزة.
"مترو غزة"
يأتي ذلك فيما يرجح الخبراء، بحسب تلغراف، أن تواجه قوات الاحتلال معارك شرسة في شبكة الأنفاق، التي يسميها العسكريون الإسرائيليون "مترو غزة"، إذا شن جيش الاحتلال اجتياحه البري المتوقع. ويُقال إن هذه الشبكة يبلغ طولها مئات الكيلومترات، وقد مُلئت فخاخاً وكمائن.
ويُفترض أن تقي هذه "القنبلة الإسفنجية" جنود الاحتلال شر الوقوع في الكمائن أثناء توغلهم في شبكة الأنفاق، وتُمكِّنهم من سد الفجوات التي يمكن أن يُهاجموا منها.
تأتي القنبلة في حاوية بلاستيكية، وتحتوي على حاجز معدني يفصل بين سائلين كيميائيين، وحين يضبط الجندي القنبلة على وضع الانفجار أو يرميها على عدوه، فإن هذا الحاجز يزول ويمتزج السائلان.
وقد حشدت قوات الاحتلال فرقاً متخصصة من سلاح الهندسة التابع لها في وحدات استطلاع الأنفاق، وزوَّدتها بأجهزة استشعار أرضية وجوية، ورادارت اختراق أرضية، وأنظمة حفر خاصة لتحديد مواقع الأنفاق، فضلاً عن معدات خاصة للرؤية تحت سطح الأرض.
وقالت الصحيفة: "تحتاج نظارات الرؤية الليلية المعهودة إلى بصيص من الضوء المحيط للعمل بفاعلية، أما إذا حُجب الضوء الطبيعي تماماً عند التحرك تحت الأرض، فإن القوات ستضطر إلى الاعتماد على التكنولوجيا الحرارية للرؤية في الظلام الدامس".
وتجهزت قوات الاحتلال كذلك بأجهزة راديو متطورة ومُعززة للعمل في الظروف القاسية تحت الأرض.
مصاعب استخدام "القنبلة الإسفنجية"
ومع ذلك، فإن استخدام الاحتلال هذه القنابل في الأنفاق تعترضه بعض المصاعب، لأن "القنبلة الإسفنجية" تعتمد على مزيج سائل، ولا يزال إعدادها للتفاعل عملية خطرة، وقد فقد بعض الجنود الإسرائيليين بصرهم لأخطاء ارتكبوها في التعامل مع الخليط.
من جهة أخرى، قد تستخدم إسرائيل الروبوتات والطائرات المسيَّرة لاستكشاف الأنفاق ومساعدة جنود الاحتلال على التنقل فيها، إلا أنهم لا يزالوم يواجهون صعوبات أيضاً في تشغيل هذه الأجهزة تحت الأرض. إذ يجري التحكم في بعض الروبوتات عن طريق أسلاك مركبة في الجزء الخلفي للجهاز.
ويعتمد بعضها الآخر على موجات الراديو القياسية، لكن قوات الاحتلال تحتاج إلى إنزال أسلاك طويلة من عقد الإرسال في الأنفاق؛ لأن إشارات الراديو تتبدد بسرعة تحت الأرض، وفقاً للصحيفة.
ويمكن كذلك الاعتماد على طائرات استطلاع مسيَّرة صغيرة، بحيث تُحمل باليد، ولكنها قد تتعطل لضعف إشارة الراديو في الأنفاق.
"القتال تحت الأرض"
من جهته، يقول جون سبنسر، وهو رائد أمريكي سابق يرأس قسم دراسات الحرب الحضرية في معهد الحرب الحديثة بالأكاديمية العسكرية الأمريكية، إن القتال تحت الأرض "أكثر شبهاً بالقتال تحت الماء من القتال في المباني"، "فلا شيء من الأدوات التي تستخدم فوق سطح الأرض يعمل بنفس الطريقة والكفاءة تحتها"، لذا يحتاج المقاتل تحت الأرض إلى "معدات متخصصة للرؤية، والتنفس، والتنقل، ورسم خريطة للمكان، والتواصل، واستخدام الوسائل الفتاكة".
وقالت الصحيفة: "لم تعد الأنفاق التي تستخدمها حماس مجرد أماكن للجوء أو الاختباء، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التدابير التي تعتمد عليها في القتال ونصب الكمائن للقوات الإسرائيلية".
وكانت آخر محاولة إسرائيلية كبرى لتدمير شبكة الأنفاق في حرب عام 2014 على غزة، إلا أن هذه المحاولة فشلت وأعادت المقاومة بناء ما تهدَّم من الشبكة بعد ذلك.