قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الهجمات على قطاع غزة تجاوزت بالفعل حد الدفاع عن النفس وتحولت إلى "وحشية ومذبحة وهمجية مكشوفة"، مؤكداً أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تظل بلاده صامتة أمام العنف بغزة، منتقداً الدول الغربية التي لا تلتزم بالقانون الدولي؛ "لأن الدماء المسفوكة هي للمسلمين".
وفي كلمة له خلال مشاركته في النسخة الثامنة من "شورى الأسرة" بالعاصمة أنقرة، أوضح الرئيس التركي أن أكثر من 12 ألف طن من القنابل أُلقيت على 2.3 مليون إنسان في غزة، وهي منطقة ضيقة للغاية، مشيراً إلى أن النساء والأطفال الأبرياء هم أغلب الضحايا.
وانتقد أردوغان الصمت عن المجازر في غزة، وقال: "الساكت عن الحق شيطان أخرس ولن نتردد في قول الحقيقة ولو بقينا وحدنا.. كم طفلاً يجب أن يُقتَل في غزة حتى وقف إطلاق النار؟".
وتابع الرئيس التركي: "الهجوم الإسرائيلي همجي وتجاوز الدفاع عن النفس، وتحوَّل من الدفاع عن النفس إلى ظلم ومذابح، والدول الغربية لا تلتزم بالقانون الدولي؛ لأن الدماء المسفوكة هي للمسلمين؛ بل دعمت القصف الإسرائيلي دون قيد بدل نصحها بالتزام الهدوء، فأين هي حقوق الإنسان؟!".
ومضى متسائلا: "ماذا يجب أن يحدث كي تطالب أوروبا بوقف إطلاق النار؟ ليتصلوا بنا ويخبرونا بالرقم المطلوب لعدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا؟".
كما انتقد أردوغان الدول الغربية قائلاً: "يرسلون حاملات الطائرات بدل سفن المساعدات، وهذا كيل بمكيالين وسياسة ذات وجهين".
وفي خطاب أمام نواب حزبه في البرلمان، الأربعاء، أدان الرئيس التركي، العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بينما دافع عن حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقال إنها ليست "منظمة إرهابية"، بل هي حركة تحرير تخوض معركة لحماية أراضيها.
وقال أردوغان إن الدموع التي يذرفها الغرب من أجل إسرائيل "نوع من الاحتيال"، وأكد أن بلاده ستواصل استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية اللازمة، وحثّ إسرائيل على الاستجابة لدعوات السلام.
وتابع: "من أجل إظهار الحقيقة بوضوح في عالم مليء بالأموات الأحياء، تركيا شعباً ودولة مستعدة لاستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية، وإذا تطلب الأمر العسكرية".
من جهتها، رفضت تل أبيب الأربعاء، تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) "ليست منظمة إرهابية"، وذلك بعد هجمة واسعة تتعرض لها الحركة بعد هجومها الكبير على معسكرات ومستوطنات غلاف غزة فجر السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول، والذي رد عليه الاحتلال بقصف مستمر منذ 18 يوماً، راح ضحيته أكثر من 5 آلاف شهيد.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية ليؤور حياط، على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "إسرائيل ترفض بشدة الكلمات القاسية للرئيس التركي بشأن منظمة حماس الإرهابية"، حسب قوله.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يستهدف الجيش الإسرائيلي غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت أكثر من 7 آلاف فلسطينياً، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مسناً، وأصابت 17439 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض.
وخلال الفترة ذاتها، قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب عالية.