مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها العشرين، ادعت القوات البرية الإسرائيلية قيامها بتوغل كبير نسبياً داخل قطاع غزة خلال الليل، لمهاجمة مواقع حماس، فيما شهدت مناطق متفرقة من القطاع سلسلة غارات إسرائيلية كثيفة، أسفرت عن ارتقاء شهداء ومصابين، بينما شهدت الضفة اعتقالات واسعة بحق الفلسطينيين، بينها ست سيدات.
إذاعة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ذكرت الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن القوات البرية الإسرائيلية قامت بتوغل كبير نسبياً داخل قطاع غزة خلال الليل، لمهاجمة مواقع حماس.
بينما وصفت الإذاعة العمليةَ التي قام بها الاحتلال بأنها "أكبر من تلك التي نُفذت في السابق" خلال الحرب التي دخلت الآن أسبوعها الثالث، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
يأتي ذلك وسط أنباء عن قرب الاجتياح البري لقطاع غزة، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) برئاسته، حدد توقيت الدخول البري لقطاع غزة.
غارات كثيفة
وعلى صعيد القصف المتواصل على القطاع، استشهد 17 فلسطينياً بينهم أطفال، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي، فجر الخميس، استهدف منزلاً بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
إذ أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت بعدة صواريخ منزلاً في خان يونس.
وأشارت أن القصف أسفر عن مقتل 17 شخصاً، أغلبهم من الأطفال، لافتة إلى سقوط عشرات المصابين.
من جانبها، أعلنت "إذاعة صوت الأقصى"، في منشور على تليغرام، مقتل الصحفية دعاء شرف، التي تعمل في الإذاعة مقدمة برامج، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلتها.
وقد ارتفعت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء إلى أكثر من 6546 شهيداً، وأكثر من 17 ألفاً و500 مصاب، جُلهم من الأطفال والنساء، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
في المقابل، ردَّت المقاومة الفلسطينية بقصف مدن وبلدات إسرائيلية، بينها تل أبيب وحيفا وإيلات وأسدود؛ ما أسفر عن إصابة عدد من الإسرائيليين.
اعتقالات بالضفة
وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شنَّ حملات اعتقال بحق الفلسطينيين، واعتقلت الخميس 17 مواطناً من بلدة كوبر، شمال غربي رام الله، بينهم 6 سيدات زوجات قياديين في حركتي "حماس" و"الجهاد"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
إذ اعتقلت قوات الاحتلال الأسيرة المحررة سهير البرغوثي "أم عاصف"، زوجة القيادي الراحل في حركة حماس عمر البرغوثي، بعد مداهمة منزلها في بلدة كوبر شمال رام الله.
كما اعتقلت الأسيرة المحررة الكاتبة لمى خاطر، والطالبة في جامعة الخليل مريم سلهب، بعد مداهمة منزليهما في مدينة الخليل، والطالبة في جامعة الخليل رقية عمرو، من منزلها في بلدة دورا جنوب الخليل، والفتاة أليسار أبو حسنة من القدس.
واعتقلت قوات الاحتلال كذلك زوجة الأسير المحرر والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي بلال ذياب، من أجل الضغط عليه لتسليم نفسه، علماً أن قوات الاحتلال اعتقلت اثنين من أشقائه قبل أيام، كما اعتقلت والد زوجته من بلدة صانور جنوب جنين.
رسائل للمنظمات الأممية
من جهته، قال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن الوقت حان للدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان "لجميع الشعوب"، بما فيها بلاده.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها منصور، فجر الخميس، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الشهر الحالي (البرازيل)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن استمرار الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وأشار منصور إلى أن "القصف الإسرائيلي العشوائي لقطاع غزة، المتواصل منذ 18 يوماً، بدعم كامل ومفتوح من قبل البعض، أدى إلى الوصول إلى مستويات كارثية".
ولفت إلى "عدم وجود أي مكان آمن في غزة نتيجة للقصف المتواصل في جميع أنحائها"، موضحاً أنها تعرضت "لأكثر من 7 آلاف غارة جوية في الأسبوع الماضي وحده".
وأكد على تزايد الاحتياجات الإنسانية "مع استمرار إسرائيل في عرقلة وصول الغذاء والماء والوقود وغيرها من الإمدادات الأساسية إلى القطاع".
وشدد المندوب الفلسطيني بالأمم المتحدة على أنه "لا يمكن لمجلس الأمن البقاء متفرجاً بينما يتم تمزيق ميثاق الأمم المتحدة، واستهداف الأمين العام بازدراء مروع، وخطابات تحريضية من قبل إسرائيل، في هجومها على أي شخص أو دولة لوقوفهم مع المبادئ".
وبينما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة مع انهيار المنظومة الصحية، أخفق مجلس الأمن الدولي في تبني مشروعَي قرارين، أمريكي وروسي، بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث استخدمت روسيا والصين (الفيتو) ضد مشروع القرار الأمريكي، في حين لم يحظَ المشروع الروسي بالحد الأدنى من الأصوات.
وقد شكر رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية روسيا والصين على موقفهما.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 6546 فلسطينياً، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مسناً، وأصابت 17439 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب عالية.