قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن هناك استهدافاً إسرائيلياً وعقاباً جماعياً وقصفاً للمدارس والمستشفيات، مؤكداً موقف الدوحة "الثابت من إدانة استهداف المدنيين".
وأشار الوزير القطري، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان، إلى أن كل الأطراف المتورطة في انتهاك القانون الدولي يجب أن تتم محاسبتها، معبراً عن إدانته لـ"سياسة العقاب الجماعي تجاه قطاع غزة وسكانه".
وأوضح آل ثاني أنه بحث مع نظيره التركي ضرورة خفض التصعيد وصولاً إلى وقف تام لإطلاق النار، وأردف: "نؤكد مع تركيا أهمية إيصال المساعدات لسكان القطاع ومنع التهجير القسري".
كما أشار إلى أن قطر تعمل "مع الشركاء في المنطقة وخارجها من أجل وقف التصعيد واحتواء الصراع"، وقال: "نجدد دعوتنا للشركاء لحشد الجهود من أجل التوصل لحل شامل للقضية الفلسطينية"، مضيفاً: "متفائلون ونثمّن موقف الأمين العام للأمم المتحدة ودعوته لوقف العنف".
وشدد الوزير القطري على أن قطع الماء والكهرباء والغذاء والأدوية عن المدنيين "أمر غير مقبول"، لافتاً إلى أن هناك "تسييساً" للمساعدات الإنسانية واستخدامها أداةً للعقاب في قطاع غزة.
من جانب آخر، استنكر الوزير القطري "التصريحات المستفزة لبعض المسؤولين الإسرائيليين وكيل الاتهامات لقطر"، مشيراً إلى أن هناك "محاولات من قِبل بعض الأطراف لإفساد جهود الوساطة وكيل الاتهامات لنا".
في الوقت ذاته، أكد أن الدوحة مستمرة في المباحثات لإطلاق الأسرى، وقال إن بلاده رأت بعض التقدم بشأن الأسرى خلال الأيام الماضية بعد إطلاق سراح 4 منهم، وأضاف: "الإفراج عن الرهائن أثبت الدور القطري الذي يمكن البناء عليه، وجهودنا مستمرة".
كما أكد أن قطر تعمل من أجل إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق نار إنساني في غزة، مشدداً على أن أي هجوم بري من طرف إسرائيل سيفاقم الوضع ويزيد معاناة المدنيين في غزة.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن إسرائيل تستهدف المدنيين في المساجد والمستشفيات و"يجب وضع حد لهذا"، مشدداً على أنه "على إسرائيل أن تتراجع عن هذه الأخطاء".
واعتبر الوزير التركي أن الحرب البرية (التي تهدد بها إسرائيل لاجتياح غزة) ستحول الوضع إلى "مذبحة كاملة"، مذكّراً بأن "إسرائيل تواصل تجاهل الانتقادات وتفعل ما تشاء منذ سنوات".
أضاف فيدان: "يجب على إسرائيل أن تفهم أنها لا تستطيع تلبية احتياجاتها بالعنف والقسوة"، وأردف بالقول: "من يشجعون جرائم إسرائيل تحت ستار التضامن شركاء في الجريمة بقطاع غزة".
في سياق متصل، قال الوزير التركي إن "الجهود التي بذلتها قطر خلال الأيام الماضية لإطلاق الرهائن تستحق الإعجاب"، وأضاف: "نتحرك على مسارين هما عدم تعميق الأزمة الحالية وعدم تكرارها مستقبلاً".
وحذر الوزير التركي من أنه كلما ازداد الموت، فإن العنف سوف يزداد ويجب أن يكون هناك حل بديل، مضيفاً: "الأزمة هذه المرة كبيرة، وهناك مخاطر كبيرة جداً والحل السياسي يجب ألا يتم تأجيله".