زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن الاحتلال كشف عن الوجه الحقيقي لـ"أبو عبيدة"، الناطق الرسمي باسم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، لكن في الحقيقة فإن الصورة التي تداولها أدرعي كانت منشورة على الإنترنت منذ سنوات.
أدرعي وعلى حسابه في منصة "إكس"، كان قد كتب في تغريدة: "بعد قليل سننشر شيئاً يحاول المدعو أبو عبيدة إخفاءه".
ثم نشر أدرعي تغريدة أخرى مصحوبة بفيديو، وقال فيها: "هذا هو المدعو حذيفة كحلوت الذي يتستر وراء كنية أبو عبيدة، وهو يتستر كذلك وراء كوفيته الحمراء (…) لقد أصبحت مكشوفاً.. وقد حان الوقت للكفّ عن التستر"، على حد قوله.
تحققنا في "عربي بوست" من الصورة التي نشرها أدرعي، وتبين أنها نُشرت سابقاً على مواقع عدة في الإنترنت عام 2014، وحينها كان الاحتلال قد زعم أيضاً أنه كشف عن الوجه الحقيقي لـ"أبو عبيدة" في يوليو/تموز من ذلك العام، وهو نفس الشهر الذي شن فيه جيش الاحتلال حربه على غزة.
حينها كانت كتائب "القسام" قد نفت، في ذلك العام، صحة الصورة التي نشرتها إسرائيل عام 2014 وزعمت أنها لـ"أبو عبيدة"، وأضاف مصدر في "القسام"، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام، أن "الإعلام العبري نشر الصورة بإيعاز من الشاباك بعد أن تم تزييفها وتكريبها كما لو أن الشخص المتحدث فيها كان يتحدث عبر قناة الأقصى (التابعة لحماس)".
أكد المصدر حينها أن "وجه أبو عبيدة لا يعرفه سوى قليلين، لم ولن يظهر لوسائل الإعلام، ومنذ سنوات وجيش الاحتلال يحاول بشتى الطرق الوصول إليه".
يُعد أبو عبيدة من بين أبرز الشخصيات في كتائب "القسام"، ويحظى باهتمام كبير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو مرتبط في أذهان الإسرائيليين بالإعلان عن عمليات الاستهدافات الكبرى التي تُنفذها المقاومة، فضلاً عن أن تهديداته تثير ذعراً بين الإسرائيليين؛ لكونها تتحول إلى أفعال.
يبرز دور "أبو عبيدة" بشكل كبير خلال الحروب التي تشنها إسرائيل على القطاع، وخلال الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ظهر أبو عبيدة في كلمات مسجلة بالفيديو، أو تسجيلات صوتية، متوعداً الاحتلال، ويطلق البعض على "أبو عبيدة" لقب "الملثم".
الكاتبة والروائية الفلسطينية زهرة خدرج، قد تحدثت في مقال لها عن أسباب الظهور المميز لـ"أبو عبيدة"، وقالت: "يتكلم هذا القائد بطلاقة عجيبة، لا ينظر إلى ورقة ليتذكر ما سيقول، ولا يتلعثم لسانه فيعود لتصحيح ما نطق به، أبداً، هو يعرف تماماً ما يقول، وكيف سيقوله، وما الهدف من قول ما سيقول".
أضافت خدرج: "لذلك أستطيع أن أقول وبثقة تامة إنه لا يمكن لاثنين أن يختلفا مهما كان مستواهما من العلم والتفكير والثقافة على أن أبو عبيدة شخص مؤثر جداً صاحب كاريزما ليس له مثيل في العالم اليوم!".
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، روَّج جيش الاحتلال ووسائل إعلام إسرائيلية وغربية داعمة له لمحتوى مرئي ونصي ثبت زيفه، أو أنه أُعيدَ نشره بعد سنوات من نشره لأول مرة على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
ولليوم الـ19 يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت 6546 فلسطينياً، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مُسناً، وأصابت 17439 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1550 مفقوداً تحت الأنقاض.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.