طالب طلاب في جامعة مدينة نيويورك بالفصل الفوري لأستاذة مساعدة في هيئة التدريس، بعدما أنتجت مقطع فيديو ساخراً يقولون إنه يستهزئ بالفلسطينيين، في الوقت الذي يواجه فيه عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة الإبادة على أيدي قصف جوي إسرائيلي قاسٍ، بحسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في رسالتهم إلى الجامعة، قالت شبكة "طلاب جامعة مدينة نيويورك لدعم فلسطين"، إنَّ الفيديو المسيء لم يكن عنصرياً فحسب، بل ترك الطلاب الفلسطينيين والمسلمين وغيرهم من السكان الأصليين يشعرون بعدم الأمان والترحيب في الجامعة التي يقولون إنها ظلت صامتة بوضوح، بشأن الوحشية الإسرائيلية التي شهدتها غزة خلال الأيام الـ17 الماضية.
السخرية من حماس والفلسطينيين
في مقطع الفيديو الذي لا يحمل عنواناً، والذي ضُبِط على مقطوعة موسيقية هادئة على البيانو، ترتدي البروفيسورة تامي بن تور، وهي فنانة أداء إسرائيلية وأستاذ مساعد في برنامج الماجستير في الفنون الجميلة بكلية هنتر في جامعة مدينة نيويورك، زياً يبدو أنه لأكاديمي بني البشرة وملتحٍ، وأخذت تشيد بحماس بسخرية على هجماتها على إسرائيل.
تقول تامي في الفيديو: "عزيزتي حماس، أيها المناضلون من أجل الحرية، مرحباً. أود بدايةً بالاعتراف بأنني تناولت للتو كابتشينو على أرض شعب لينابي"، في إشارة إلى السكان الأمريكيين الأصليين الذين عاشوا على الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة قبل وصول المستوطنين الأوروبيين. وتابعت بن تور: "أود أن أعرب عن دعمي لكفاحكم من أجل الحرية… ما زلت على الحياد بشأن مذبحة الأطفال".
ازدواجية المعايير
قال طالب فلسطيني في جامعة مدينة نيويورك، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف من الانتقام، لموقع Middle East Eye، إنَّ جهود بن تور بأكملها- من القناع إلى المكياج- تهدف إلى تشويه سمعة الداعمين للمقاومة الفلسطينية باعتبارهم منفصلين عن الواقع.
أضاف الطالب: "الفيديو بأكمله يستخدم العنصرية باسم الفن، ولا يحترم تماماً أطفال غزة الذين قُتِلوا، ويجرد الفلسطينيين ككل من إنسانيتهم، ويسخر منهم بكل الطرق جسدياً ولفظياً".
كما قال أستاذ في جامعة مدينة نيويورك، تحدث أيضاً إلى موقع Middle East Eye، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنَّ حقيقة إخراج فنان مقطع فيديو مليء بالكراهية والعنصرية كهذا يُظهِر مدى عمق تجريد الفلسطينيين والسكان الأصليين من إنسانيتهم في المجتمع الإسرائيلي.
أضاف البروفيسور: "من الشخصية البشعة نفسها إلى البهجة المطلقة التي تبث بها عنصريتها الدنيئة، يُصنَّف هذا الفيديو ضمن نوع الرعب النفسي. فهو احتفال مفتوح بالإبادة الجماعية".
دعم الاحتلال الإسرائيلي
وفقاً لرسالة شبكة "طلاب جامعة مدينة نيويورك لدعم فلسطين"، فإنَّ فشل الجامعة في التحدث بوضوح عن القصف الإسرائيلي لغزة قد "خلق بيئة يشعر فيها الصهاينة، مثل تامي بن تور، بالارتياح عند نشر مقاطع فيديو تُسهم في الهجوم المناهض للفلسطينيين والعرب والعنف ضد الإسلام في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وخاصةً داخل مدينة نيويورك".
تضيف الرسالة أنَّ القضية لا تقتصر على بن تور وحدها. ويقولون إنَّ هناك مخاوف بشأن الأساتذة الآخرين في كلية هانتر، الذين يعبرون عن دعمهم للاحتلال الإسرائيلي "دون الاعتراف بالخسارة المأساوية لـ 1873 طفلاً فلسطينياً [الآن أكثر من 2000]".
أضاف الطالب الفلسطيني من جامعة مدينة نيويورك أنهم يتوقعون أن تستخدم الجامعة "حرية التعبير" وسيلةً للدفاع عن الأستاذة بن تور، لكنهم يقولون إنَّ هذا مجرد امتداد للمعايير المزدوجة في كل من الجامعة والأوساط الأكاديمية الأمريكية عامةً.
تابع الطالب: "ويمتد هذا حتى للأشياء البسيطة مثل السماح بتعليق المنشورات المؤيدة لإسرائيل على لوحات الإعلانات بالجامعات، لكن عندما يضع الفلسطينيون منشوراتهم الخاصة، تُزال على الفور. وإذا رفضنا يلتقط ضابط السلامة صوراً لبطاقات هوياتنا ويهددنا. وبعد ذلك يختبئون وراء حرية التعبير عندما يهاجموننا؟".