قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في بيان له يوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تكون واضحة في دعمها لإسرائيل خلال حربها مع المقاومة الإسلامية في غزة، لكنه أضاف في الوقت نفسه أنه يتعين على تل أبيب أن تلتزم بالقانون الدولي.
وأشار أوباما إلى أن قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي قطع إمدادات الغذاء والماء والوقود عن المدنيين بغزة يؤدي في النهاية إلى "تآكل" الدعم العالمي لإسرائيل.
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، قال في بيانه، إنه مر 17 يوماً منذ أن شنت حماس هجومها المروع على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مواطن إسرائيلي، من ضمنهم نساء وأطفال ومسنون عزل، وأضاف: "كما ذكرت في منشور سابق، فإن لإسرائيل الحق في الدفاع عن مواطنيها ضد مثل هذا العنف الوحشي، وأنا أؤيد تماماً دعوة الرئيس بايدن للولايات المتحدة لدعم حليفتنا منذ فترة طويلة في ملاحقة حماس، وتفكيك قدراتها العسكرية، وتسهيل العودة الآمنة لمئات الرهائن إلى أسرهم".
لكن أوباما استدرك بالقول: "لكن حتى ونحن ندعم إسرائيل، ينبغي لنا أيضاً أن نكون واضحين بشأن الكيفية التي ستشن بها إسرائيل هذا القتال ضد حماس، وهو أمر مهم. ومن المهم على وجه الخصوص- كما أكد الرئيس بايدن مراراً وتكراراً- أن تلتزم الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بالقانون الدولي، وضمن ذلك تلك القوانين التي تسعى إلى تجنب موت أو معاناة السكان المدنيين، إلى أقصى حد ممكن".
أضاف أوباما في بيانه: " إن التمسك بهذه القيم أمر مهم في حد ذاته، لأنه عادل أخلاقياً ويعكس إيماننا بالقيمة المتأصلة في كل حياة إنسانية. إن التمسك بهذه القيم يشكل أيضاً أهمية بالغة لبناء التحالفات وتشكيل الرأي العام الدولي، وكلها أمور بالغة الأهمية لأمن إسرائيل على المدى الطويل".
قال كذلك: "هذه مهمة صعبة للغاية. إن الحرب مأساوية دائماً، وحتى العمليات العسكرية المخطط لها بعناية غالباً ما تعرض المدنيين للخطر. وكما أشار الرئيس بايدن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، فإن أمريكا نفسها فشلت في بعض الأحيان في الوفاء بقيمنا العليا عندما انخرطت في الحرب".
أوباما قال إن العالم يراقب من كثبٍ الأحداث الجارية في المنطقة، وأي استراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية قد تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف. وقد قُتل بالفعل آلاف الفلسطينيين في قصف غزة، وكان العديد منهم من الأطفال. وأُجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم.
أضاف أن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بقطع الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين الأسرى لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة فحسب؛ فهو قد يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال عديدة، ويؤدي إلى تآكل الدعم العالمي لإسرائيل، ويصب في مصلحة أعداء إسرائيل، ويقوض الجهود طويلة الأمد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ولذلك فمن المهم وفق بيان أوباما: "أن يقوم منا أولئك الذين يدعمون إسرائيل في وقت حاجتها بتشجيع استراتيجية يمكن أن تشل حركة حماس بينما تقلل في الوقت نفسه من وقوع مزيد من الضحايا المدنيين".