حذّر موقع "لينكد إن" الخاص بالتوظيف موقعاً إلكترونياً نشر أسماء وبيانات آلاف الأشخاص المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وما يتعرض له أهالي غزة من عدوان وحصار إسرائيلي، وجمعهم حسب أماكن عملهم؛ في محاولة "التشهير بهم وإشعارهم بالخجل"، وفق ما نقلته صحيفة The New York Times الأمريكية.
الموقع أنشئ قبل 10 أيام فقط تحت اسم "anti-israel-employees.com"، وخلال هذه المادة نشر أكثر من 17 ألف منشور، قال أحد الأشخاص الذين يقفون وراء الموقع إنها مأخوذة بالأساس من منصة "لينكد إن"، معرّفاً عن نفسه بأنه "بث مباشر عالمي للمشاعر التي قد تدعم الإرهاب بين موظفي الشركات".
وذكر موقع الويب، الذي أُوقِف عن العمل لمدة يوم قبل ترحيله إلى عنوان ويب جديد، أسماء موظفي الشركات الدولية الكبرى، وضمن ذلك Amazon وMastercard وErnst & Young، وشارك صور ملفاتهم الشخصية وصفحاتهم ومنشوراتهم على "لينكد إن".
تحريض وتشهير
بدوره، قال إيتاي ليبتز الذي ذكر أنه كان أحد الأشخاص الذين يقفون وراء الموقع الأصلي، إنَّ هدفه هو "فضح الأشخاص الذين يدعمون حماس علناً".
أضاف: "أردنا توثيق ذلك في سجل. إذا كنت أعمل في شركة ما وحينما أرى زملائي على لينكد يحتفلون ويشيدون بحماس، فأنا لا أشعر بالأمان"، على حد تعبيره.
لكن الموقع سلّط الضوء أيضاً على منشورات من أشخاص لم يظهروا دعماً صريحاً لـ"حماس"، وفق "نيويورك تايمز"، حيث شمل الموقع أشخاصاً شاركوا أوسمة مثل "GazaUnderAttack#" أو سعوا إلى لفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
كما حذرّ الموقع مستخدمي الإنترنت ومنصة "لينكد إن" أن يشاركوا معه المنشورات التي يشعرون بأنه "ينبغي كشفها"، في خطوة كذلك إلى التشهير بأصحابها وإظهارهم بأنهم "داعمون للإرهاب" حتى ولو كانوا يتعاطفون مع ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكثر من أسبوعين.
حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت
يأتي الموقع، الذي أُنشئ قبل 10 أيام، وسط جدل أوسع حول حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت في خضم صراع دولي مشحون، في حين أُنشئت قوائم مماثلة لتتبُّع طلاب الجامعات الذين دعموا علناً الفلسطينيين.
وبعض الأشخاص، الذين ذكرهم الموقع، حذفوا منشوراتهم أو ملفاتهم الشخصية على "لينكد إن" بالفعل، لكن ليبتز، الذي قال إنه لم يكن يتوقع وصول الموقع لهذه الشعبية بعد انتشاره عبر مجموعات الواتساب، وصف الرصد واسع النطاق لجميع المشاعر المؤيدة للفلسطينيين بأنه خطأ.
ومع ذلك، عاد الموقع للعمل، الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وما زال يعرض المنشورات وأسماء الأشخاص الذين قال ليبتز إنها ستُحذَف.
ويعمل الموقع الآن على نطاق خاص بإسرائيل، ويشرف على الموقع جاي أوفير، وهو محامٍ في إسرائيل، والذي قال إنَّ الفريق نقله إلى عنوان جديد بعد تلقي خطاب التوقف والكف من "لينكد إن".
من جانبه، قال متحدث باسم "لينكد إن"، إنَّ الشركة توصلت إلى أنَّ الموقع استخدم برامج آلية لاستخراج المحتوى من المنصة، وهي ممارسة تُعرَف باسم "الاستخراج"، وهو ما يمثل انتهاكاً لقواعدها.
لكن أوفير قال: "لن نزيل الموقع. ونحن على استعداد لمحاربتهم هنا".
ودار نقاش في "ميتا" الشركة الأم لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" و"لينكد إن"، حول هذا الموقع؛ الذي أعرب خلاله الموظفون عن قلقهم بشأن التأثير المخيف الذي يمكن أن يُحدِثه على الكلام عبر الإنترنت.
وكتب أحد الموظفين، الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول، في مذكرة على لوحة الرسائل الداخلية: "ينتزع الناس المنشورات المؤيدة لفلسطين على موقع لينكد إن، ويضيفونها إلى (قاعدة بيانات داعمي الإرهاب) هذه".
في حين شعر موظفون آخرون في "ميتا" بالصدمة من أنَّ التعبير عن الدعم لفلسطين يعادل دعم الإرهاب، وكتب أحد موظفي ميتا: "إنَّ غياب الفهم يتجاوز مشاعر اللامبالاة والقسوة".