قالت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية معنية بالأوضاع الحقوقية بشبه جزيرة سيناء، في تقرير لها يوم الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن عشرات المهجرين من سكان المناطق الحدودية برفح والشيخ زويد تجمعوا صباح الإثنين في منطقة مربعة الفول الواقعة بين قريتي الحسينات والمطلة غربي رفح؛ للمطالبة بالعودة إلى قراهم التي هُجروا منها قبل سنوات، بسبب ما تصفه القاهرة بـ"الحرب على الإرهاب".
كانت قيادات رفيعة في الجيش وعدتهم قبل نحو شهرين بتمكينهم من العودة لمناطق سكنهم في تاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الأمر الذي لم يحدث، دون توضيح أسباب.
كذلك، قالت المنظمة الحقوقية إنه "بالأمس وجّه عدد من رموز القبائل دعوة لكل المهجَّرين بالتجمع الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول، في مناطق الشيخ زويد ورفح من أجل العودة لأراضيهم ومنازلهم دون انتظار، معتبرين أن عودتهم تُفشل المخططات الإسرائيلية العلنية بنقل سكان غزة إلى أراضيهم الخالية من البشر، على حد وصفهم".
في حين ذكرت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، في بيان لها على صفحتها الرسمية في فيسبوك، أن "محتجين من سكان رفح المهجرين أشعلوا إطارات السيارات بعد حصار من قوات الجيش لتجمّع سلمي للأهالي المطالبين بحق العودة في منطقة الوفاق غربي مدينة رفح الحدودية، وفض تجمّعهم بالقوة".
ونقلت المؤسسة عن مصادر قبلية أن "قوات الجيش اعتدت بالضرب على أحد المحتجين وأصابته في رأسه ومن ثم قاموا باعتقاله وتدمير سيارته، بينما اعتقل عدد آخر من المحتجين، هذا وفي الوقت ذاته تحاصر قوة مشتركة من الجيش والشرطة تجمعاً آخر للمحتجين بالقرب من قرية المهدية جنوب غربي مدينة رفح، شرق سيناء".
ورغم ما نشر من تقارير حول قيام الجيش المصري بفض تجمُّع لأهالي رفح والشيخ زويد بعد مطالبتهم بالعودة إلى منازلهم التي هُجروا منها قبل سنوات، وهي تقارير لم يتسن لـ"عربي بوست" التأكد منها، فإن مؤسسة سيناء قالت في تغريدة لها على تويتر، إن مئات المُهجرين من سكان المناطق الحدودية بسيناء استمروا في التجمع يوم الإثنين، في ثلاث مناطق برفح والشيخ زويد، للمطالبة بالعودة إلى قراهم التي هجروا منها قبل سنوات بسبب الحرب على الإرهاب.
يأتي ذلك في حين قال اللواء محمد عبد الفضيل شوية، محافظ شمال سيناء، في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول 2023، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سبق أن أصدر قراراً بإنشاء منطقة عازلة على خط الحدود عمقها 5 كيلومترات مع قطاع غزة، وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن "المنطقة العازلة كانت تستخدم في أعمال التهريب". ولفت: "نعمل في المنطقة العازلة على حصر أعداد المستفيدين من التعويضات لأصحاب المزارع أو المنازل المتضررين من الأحداث الإرهابية".
المحافظ المصري قال: "الدولة مسؤولة عن تعويض أهالي سيناء عن منازلهم نتيجة أعمال التطهير من الإرهاب، وإنه تم تعويض عدد كبير من أهالي الشيخ زويد، وجارٍ تجهيز باقي الأرض لعودة جميع الأهالي".