تبيَّن أنَّ الوثيقة التي قدمها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على أنها دليل على أنَّ حماس تنوي تطوير أسلحة كيميائية هي في الواقع سيرة شخصية لمهاجم مركز التجارة العالمي رمزي يوسف، ولا تحتوي على تعليمات حول كيفية تطوير أسلحة كيميائية، وفق ما كشفه موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في مقابلة مع شبكة Sky News، عرض هرتسوغ ما قال إنه دليل "رسمي" يخص تنظيم القاعدة من عام 2003، مدعياً أنه يحتوي على تعليمات حول كيفية صنع الأسلحة الكيميائية. وأضاف أنه عُثِر على الوثيقة مع جثة أحد نشطاء حماس الذين شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
حيث قال هرتسوغ عن الوثيقة: "إنها مواد تخص تنظيم القاعدة. مواد رسمية للقاعدة. نحن نتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة وحماس. وفي هذه المواد هناك تعليمات حول كيفية إنتاج الأسلحة الكيميائية".
كما أضاف الرئيس الإسرائيلي: "هذا يوضح إلى أي مدى الوضع صادم؛ فنحن ننظر إلى تعليمات حول كيفية تشغيل وصنع نوع من الأسلحة الكيميائية غير المهنية باستخدام السيانيد".
دليل كاذب من الرئيس الإسرائيلي
حسب تقرير موقع "ميدل إيست آي"، فإن الوثيقة التي قدمها الرئيس الإسرائيلي منسوبة إلى إحدى كتائب "الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين" ومزينة بشعار مرتبط بتنظيم داعش.
كما لا تحتوي الوثيقة المؤلفة من 30 صفحة، وهي متاحة بسهولة على شبكة الإنترنت، على أية تعليمات حول كيفية صنع الأسلحة الكيميائية، لكنها تشير إلى حياة يوسف المولود في الكويت أثناء عمله في تنظيم القاعدة، وخاصة دوره في هجوم عام 1993 على مركز التجارة العالمي.
فيما تشيد الوثيقة، الداعمة لتنظيم القاعدة، بيوسف باعتباره بطلاً، وتؤكد على "خلفيته الأكاديمية في الكيمياء من جامعة سوانسي، التي أهّلته لدوره الجهادي فيما بعد".
بينما تشير صفحة أخرى من الوثيقة إلى مؤامرة بوجينكا، التي تضمنت تفجير 11 طائرة في طريقها من آسيا إلى الولايات المتحدة في عام 1995، فضلاً عن اغتيال البابا "الصليبي" يوحنا بولس الثاني.
جاء في أحد أجزاء الوثيقة: "درسنا استخدام غاز الفوسجين أيضاً، وهو سلاح كيميائي أقوى بعشرين مرة من غاز الكلور، الذي تسبب في 70% من الخسائر البشرية في معارك الحرب العالمية الأولى، والذي يقتل ضحيته بشل الرئتين". ومع ذلك، لم تُقدَّم مزيد من المعلومات حول إنتاج الغاز.
يقضي يوسف، واسمه الحقيقي عبد الباسط محمود عبد الكريم، حالياً عدة أحكام بالسجن مدى الحياة في أحد سجون الولايات المتحدة بسبب تورطه في تفجير عام 1993 الذي أودى بحياة سبعة أشخاص.
فيما تعقدت العلاقات بين حماس وتنظيمي "داعش" والقاعدة على مر السنين، على الرغم من أنَّ معارضة المنظمتين الأخيرتين للقومية الفلسطينية أدت عامةً إلى دق إسفين أيديولوجي بين حماس وكلتيهما.