في خروج عن السياسة البريطانية الرسمية، أصدر رئيس أساقفة كانتربري جاستين ويلبي، يوم الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نداءً عاجلاً لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حد للقصف الإسرائيلي للمدنيين، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
حيث انضم رئيس الأساقفة إلى زعماء مسيحيين آخرين في القدس للمطالبة "بوقف إنساني فوري لإطلاق النار حتى يمكن تسليم الغذاء والماء والإمدادات الطبية الحيوية بأمان إلى وكالات الإغاثة التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين النازحين في غزة".
موقف معاكس للحكومة البريطانية
حسب موقع "ميدل إيست آي"، يتناقض بيان زعيم الكنيسة الرسمية في إنجلترا تناقضاً مباشراً مع سياسة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي أمر بريطانيا، الأسبوع الماضي، بالامتناع عن التصويت على قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.
مع ذلك، فإنه يجعل موقف كنيسة إنجلترا متوافقاً مع نحو 100 ألف متظاهر ساروا عبر شوارع لندن، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول، للمطالبة بوقف فوري للقصف الإسرائيلي لقطاع غزة المحاصر.
كما أن دعوة رئيس الأساقفة شديدة اللهجة لوقف إطلاق النار، التي صدرت بالاشتراك مع بطاركة ورؤساء للعديد من كنائس القدس، تفتح صدعاً غير مسبوق بين المؤسسة السياسية والدينية في بريطانيا بشأن حرب غزة، وفق تعبير الموقع البريطاني.
إدانة قصف كنيسة في قطاع غزة
يأتي ذلك بعد غارة، ليل الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول، على كنيسة عمرها 1600 عام، وجهت خلالها إسرائيل قنبلة على ملحق يؤوي الفلسطينيين. وأدى الهجوم إلى مقتل 18 شخصاً، بينهم 9 أطفال.
حيث أعرب بيان زعماء الكنيسة عن "إدانتنا، بأشد العبارات الممكنة، للغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت دون سابق إنذار مجمع كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية في قطاع غزة".
أضاف: "لا يمكننا أن نتجاهل أنَّ هذا ليس سوى أحدث مثال على إصابة أو قتل أطفال أبرياء نتيجة الهجمات الصاروخية على المزيد من الملاجئ التي تُعتبَر الملاذ الأخير".
استطرد: "ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف تصعيد العنف، والتوقف عن الاستهداف العشوائي للمدنيين من جميع الأطراف، والعمل ضمن القواعد الدولية للحرب".
مطالب بوقف فوري لإطلاق النار
في حديثه لموقع Middle East Eye، بعد قُداس الأحد في كاتدرائية سانت جورج الأنجليكانية في القدس الشرقية المحتلة، قال ويلبي إنَّ "جميع التفجيرات ضد المدنيين خطأ. لقد طالبنا بالفعل بوقف إطلاق النار وتوفير ممر إنساني آمن".
أضاف ويلبي: "الجميع يعلم مدى صعوبة الحروب وفوضويتها. لذا فالأهم هو الالتزام الصارم بمبادئ خوض الحرب ومبدأ التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين. وفي بيئة حضرية، فلن نكون مبالغين عند الحديث عن مدى صعوبة ذلك، بل وأيضاً مدى ضرورة هذا الالتزام".
رداً على سؤال عمّا إذا كان يتعين على إسرائيل تأجيل هجومها البري المزمع في غزة لإتاحة الوقت لتحرير المزيد من الأسرى، قال رئيس الأساقفة إنَّ هذا الأمر ليس من اختصاصه.
في يوم الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حماس سراح مواطنين أمريكيين اثنين، وقالت في اليوم التالي إنَّ إسرائيل منعتها من إطلاق سراح اثنين آخرين، وهو ما نفاه الإسرائيليون.
في وقت سابق من يوم الأحد، أدان رئيس الأساقفة -أثناء قداس حضره نحو 150 من المصلين في كاتدرائية القديس جورج الأنجليكانية- هجمات المستوطنين الإسرائيليين القاتلة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك القصف في قطاع غزة. وأدى القداس رئيس الأساقفة في ختام زيارة للقدس استمرت ثلاثة أيام.
من بين زعماء الكنيسة الذين أيَّدوا البيان، ثيوفيلوس 111، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس، والبطريرك اللاتيني فؤاد الطوال، والبطاركة الأرمن والأقباط.