ألقى رئيس الشؤون الدينية التركية، علي أرباش، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خطبة الجمعة في مسجد "آيا صوفيا" بمدينة إسطنبول، وكان موضوعها عن فلسطين، وظهر وهو يمسك بسيف دون غمده، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أرباش أدان في خطبة الجمعة ما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة من مجازر جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي، كما أدان استهداف المساجد والمنازل والمدارس والمستشفيات، وقتل إسرائيل للأطفال والرضع والنساء وكبار السن، واصفاً ذلك بأنه جريمة كبرى ضد الإنسانية.
كان أرباش قد خطب أيضاً يوم الجمعة في ولاية "أوردو" شمال تركيا، 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حول ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، وقال إن القطاع يتعرض لأكبر الفظائع في التاريخ أمام أعين العالم بأسره.
من اللافت في الخطبة التي ألقاها أرباش، أمس الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعوده على المنبر وبيده سيف استُل من غمده.
كان كبير أئمة مسجد آيا صوفيا، البروفسور محمد بوينو، قد أوضح في تصريحات تعود لعام 2020، أن حمل السيف خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أرباش، أثناء افتتاح مسجد "آيا صوفيا" آنذاك، هي "سنة نبوية شريفة تظهر عزة الإسلام، ولا تزال مستمرة في جوامع تركية أخرى".
بوينو قال إن "حمل السيف في خطبة الجمعة له أصل في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والعلماء والخطباء يقتدون بسنة النبي، حيث كان الرسول في خطبه يتوكأ على قوس أو عصا أو سيف كما ورد في بعض السنن"، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
أضاف البروفسور أن "المفسرين فسروا ذلك بأمرين، أنه اعتماد من النبي عليها ليرتاح أثناء الخطبة، وبعضهم قال إنها من أجل إظهار عزة الإسلام".
لفت بوينو أيضاً إلى أن حمل السيف "هو أيضاً رمز للفتح الإسلامي لهذه البلاد، وأنها بيد المسلمين وستبقى بأيديهم، ومن يريد الكيد بهم والضرر ببلادهم فإنهم سيقفون بوجهه بقوة، وهذه مدلولات عامة، موجودة في كتب الفقه القديمة".
أضاف في هذا الصدد: "مكتوب في هذه الكتب أنه من المستحب أن يتوكأ الخطيب على قوس أو عصا أو سيف، وورد ذلك في كتب فقهية كثيرة في المذهب الحنفي الذي يتبعه أكثر مسلمي تركيا، وكذلك في المذهب الحنبلي".
أوضح بوينو أيضاً أن "العثمانيين طبقوا هذه السنة، وفي كثير من جوامع تركيا، وليس في آيا صوفيا فقط، وهذه العادة مستمرة ومتواصلة إظهاراً لعزة الإسلام".
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال لليوم الخامس عشر على التوالي، استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، في أحدث إحصائية لوزارة الصحة في قطاع غزة، تسبب القصف الإسرائيلي على القطاع، منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باستشهاد 4137 شخصاً، بينهم 1524 طفلاً، بالإضافة إلى 13 ألف مصاب.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.