نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما وصفتها بأنها "الخطوط العريضة لخطة الحرب" في سبيل تغيير الوضع بقطاع غزة، وذلك بعد ساعات من مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن تل أبيب، في زيارة تضامن، بعد 13 يوماً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
بحسب الصحيفة، فإن هذه الخطة ستنفذ على عدة مراحل، المرحلة الأولى: وهو القتال الجاري من عمليات قصف مكثفة تستهدف القطاع منذ اليوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي تقول إسرائيل إنه في بداياته، وصولاً للمرحلة الأخيرة: وهي انسحاب الجيش من غزة وعودته إلى قواعده.
وفيما يلي الخطوط العريضة لحرب إسرائيل على قطاع غزة:
1- عملية على غرار "الدرع الواقي": ستكون هذه العملية على شكل هجوم، يتركز في شمال قطاع غزة، وذلك للسيطرة عليه، وهو الأمر الذي سيمكن قوات الاحتلال من جمع المعلومات الاستخبارية الفردية.
الهدف من هذه الخطوة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، هو وقف عمليات إطلاق الصواريخ وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي.
وتضيف الصحيفة: "هذا هو الهدف من الغارات الجوية الجارية الآن، إن السيطرة الفعلية على كامل القطاع الشمالي ضرورية لإلحاق الضرر بالمقاتلين والبنى التحتية العسكرية، وهذا هو المكان الذي يوجد فيه أيضاً مركز حكم نظام حماس".
2- في جنوب قطاع غزة، ستعمل إسرائيل على تحقيق نفس الأهداف بالضبط، لكن باستخدام وسائل أخرى، تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة موجودة لدى الاستخبارات الإسرائيلية بالفعل، أو المعلومات الاستخبارية التي ستُجمَع أثناء القتال.
3- أما فيما يتعلق بالمواجهات الدائرة مع جنوب لبنان، تقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي سيواصل مناوشاته مع حزب الله، ومع الفلسطينيين الذين يعملون من لبنان وربما أيضاً مع الجماعات المسلحة من سوريا والعراق، وذلك سعياً لإبقاء الصراعات تحت عتبة الحرب وحصرها في المناطق الحدودية.
وتضيف الصحيفة: "سيواصل الجيش الإسرائيلي بشكل أساسي الحفاظ على حالة التأهب لعمل عسكري قوي وواسع النطاق في لبنان، بما في ذلك المناورات البرية، إذا شن حزب الله حرباً شاملة بناء على طلب الإيرانيين".
ومن الطبيعي أن تفضل إسرائيل التركيز وتسخير أفضل القوى والموارد في القتال في غزة من أجل تحقيق إنجازات سريعة هناك. ولكن إذا قرر حزب الله والإيرانيون التصعيد إلى حرب كبرى، فإن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على إجراء قتال نشط على نطاق واسع على جبهتين، سيؤدي هذا إلى استمرار القتال لفترة أطول من المطلوب.
4 – بالتزامن مع القتال في شمال وجنوب القطاع، ستعمل إسرائيل مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة على المستوى الإنساني للحفاظ على الشرعية والدعم السياسي واللوجستي الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها للعمل العسكري.
ويشمل هذا الأمر الممرات الإنسانية ومناطق الملاذ الآمن التي يستخدمها الفلسطينيون الذين فروا من منازلهم في غزة وفقاً لدعوة إسرائيل. وسيزداد تدفقهم مع بدء الهجوم.
بحسب الصحيفة، ستقوم الكيانات الدولية والدول العربية بتزويد هذه المناطق -تحت إشراف وسيطرة الجيش الإسرائيلي والأمم المتحدة- بالإمدادات الأساسية بما في ذلك المياه والغذاء والدواء والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والسكن المؤقت.
5- وفقاً للنتائج التي ستحقق على الأرض في الأسابيع الأولى من القتال، سيكون على إسرائيل أن تتوصل مع الولايات المتحدة إلى قرارات حول "خطة الخروج" المنشودة، وأن تبادر إلى التحرك السياسي اللازم لتحقيقها وتنفيذها.
إن خطة الخروج من القطاع والترتيبات على الأرض بعد الخروج يجب أن تضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة لإسرائيل والولايات المتحدة على المدى المتوسط (5-10 سنوات).
كما نشرت الصحيفة الإسرائيلية ما قالت إنها الأهداف الاستراتيجية الخمسة لدى تل أبيب، تسعى لتحقيقها على المدى المتوسط بعد انتهاء القتال في القطاع، وهي كالآتي:
1. يجب أن يكون القطاع بأكمله منزوع السلاح، ولابد من اتخاذ الترتيبات والآليات الكفيلة بذلك.
2. يجب أن تكون الإدارة في غزة مدنية -مهنية- وليست أيديولوجية -دينية- وليست سياسية، ويكون اهتمامها وتوجيهاتها الوحيدة هو التركيز على رفاهية السكان الفلسطينيين. وسوف تستمد سلطتها من أساس الشرعية الدولية الواسعة، وينبغي أن تستند إلى الإدارة المدنية المحلية والمسؤولين، بشرط ألا يكون أفرادهم من الناشطين السابقين في الجناح العسكري لحماس أو غيرها من المنظمات المسلحة.
وستعتمد آلية الحكومة المدنية، بالإضافة إلى الشرطة المحلية، على قوة دولية لإنفاذ القانون وترتيبات وقف الأعمال العدائية. ستحصل غزة على ميناء للمياه العميقة سيُشغَّل تحت إشراف أمني وسيُسمَح أيضاً بحركة الركاب والسياح من وإلى قبرص.
3. على إسرائيل إنشاء نظام إنذار ودفاع متكامل على الحدود يوفر الأمن لمواطنيها في حالة عدم استيفاء الشروط المطلوبة في قطاع غزة، أو انتهاكها. وستشمل الترتيبات الأمنية محيطاً أمنياً يتراوح عرضه بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات، ولن يسمح لسكان قطاع غزة بالدخول إليه دون إذن خاص. ومن يدخل بدون إذن فإنه يخاطر بحياته.
4. لن يبقى الجيش الإسرائيلي في غزة لفترة أطول مما هو ضروري لتحقيق الأهداف القتالية المباشرة وتمكين إنشاء إدارة بديلة في قطاع غزة. ومع ذلك، سيحتفظ الجيش الإسرائيلي والشاباك بالحق في ما يعرف بـ"المطاردة الساخنة" لإحباط الهجمات الإرهابية ونوايا الحرب حتى بعد عودتها إلى الأراضي الإسرائيلية.
5. ستأخذ إسرائيل بعين الاعتبار المصالح والاعتبارات الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة، والاعتبارات السياسية الداخلية، والمصالح الدينية والاستراتيجية للدول الإسلامية في المنطقة التي تربطنا بها اتفاقيات سلام وتطبيع وعلاقات دبلوماسية.
وقالت الأوساط الرسمية الإسرائيلية بالفعل إن إسرائيل عازمة على إحداث تغيير جذري في الوضع القائم، وتدرك المؤسسة الأمنية الحاجة إلى تغيير جذري في أنماط التفكير والعمل على المستويين السياسي والعسكري.
وتضيف الصحيفة: "التدابير هذه المرة ستكون مختلفة عما كانت عليه الأمور في الجولات السابقة للمعارك مع غزة، إذ كانت التقديرات السياسية والعسكرية في إسرائيل تفترض منذ بداية الجولة أن حماس ستبقى لها السيادة على القطاع في نهاية المعركة".
وبحسب الصحيفة: "إن التغيير في أنماط العمليات يعتمد على إطالة مراحل القتال من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة. وهذا ما يفسر، على سبيل المثال، مرحلة إطالة الضربات الجوية والبحرية والمدفعية استعداداً للدخول البري".