اتحد السياسيون الأتراك في إدانتهم لإسرائيل بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، لا سيما بعد ارتكاب تل أبيب المجزرة الأخيرة بقصف المستشفى المعمداني بغزة، الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مئات القتلى، حيث أعرب السياسيون عن تضامنهم مع الفلسطينيين وطرح بعضهم خطة عمل بشأن القضية.
وعقب المجزرة، وقعت جميع الأحزاب السياسية في البرلمان التركي على بيان جاء فيه: "نشعر بحزن عميق، لأن مئات الفلسطينيين فقدوا أرواحهم وأصيب كثيرون آخرون" جراء الغارة الجوية الإسرائيلية".
وقالت الأحزاب: "إننا ندين هذه الهجمات التي تعتبر جرائم ضد الإنسانية، بأشد العبارات الممكنة"، مؤكدةً أنها تتابع عن كثبٍ التطورات في فلسطين وإسرائيل.
البيان شدد على "أننا نستنكر الهجمات الإسرائيلية المتزايدة والمستمرة ضد سكان غزة في انتهاك للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي"، و"نتمنى الرحمة لإخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم في الهجمات والشفاء العاجل للجرحى".
كما أضاف: "نحن كجميع المجموعات الحزبية ونواب البرلمان، ندعو برلمانات العالم والمجتمع الدولي والمنظمات إلى اتخاذ موقف ومبادرة لوقف هذه الفظائع"، بحسب وسائل إعلام تركية.
وبشكل منفصل، دعا رئيس البرلمان، نعمان قورتولموش، على منصة إكس، دول العالم قائلاً: "إلى متى سنبقى صامتين بينما هذه الجريمة الخطيرة ضد الإنسانية تجتاح العالم أجمع شيئاً فشيئاً وتؤدي إلى تآكل ما يجعلنا بشراً واحداً تلو الآخر؟ يجب على أحد أن يعلم هذا النظام الوحشي الذي لا يعرف القانون، وأن يعلم أنصاره أنه حتى العداوة لها شرف".
وتساءل: "من وأي مؤسسة وأي سلطة ستوقف هذه المذبحة وجرائم الحرب هذه؟"، وأكد قورتولموش مجدداً أن تركيا "ستواصل الوقوف ضد الهجمات الوحشية غير المتناسبة والمجردة من أي نوع من الإنسانية أو الأخلاق على غزة".
ولم يكن لدى زعيم المعارضة الرئيسية، كمال كليجدار أوغلو، سوى تصريحات قاسية بشأن الهجوم على المستشفى، ووصفه بأنه "جريمة ضد الإنسانية بعبارات لا لبس فيها".
وقال: "لقد ارتكبت إسرائيل جريمة ضد الإنسانية. وهذا ما يسمى القتل والمذبحة. أنا أدين ذلك".
"هتلر المعاصر"
ومع ذلك، جاء الاتهام الأكثر حدة من رئيسة حزب الجيد ميرال أكشينار، التي شبهت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأدولف هتلر.
وقالت أكشينار، الأربعاء، أثناء مخاطبتها الاجتماع البرلماني لحزبها: "إنه هتلر القرن الحادي والعشرين، عار على شعب عاش المحرقة".
وانتقدت أكشينار إسرائيل بسبب "انحدارها إلى مستوى منخفض بما يكفي لاستهداف المدنيين وقصف المستشفيات"، ووصفت هجماتها بأنها "إرهاب مباشر، لأنه لا توجد دولة أخرى تقصف المستشفيات".
كما ذكّرت أكشينار بالهجمات النازية على المنازل والمتاجر والمعابد اليهودية في ألمانيا عام 1938، وقالت إن الغارات الجوية ليلة الثلاثاء في غزة كانت "ظلاً لما حدث في نوفمبر البارد"، وحثت الناس في جميع أنحاء العالم على عدم التزام الصمت "أمام هذه الهمجية" و"وضع حد لها. توقفوا عن ذلك قبل فوات الأوان".
وقام رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض علي باباجان، بزيارة السفير الفلسطيني في أنقرة فائد مصطفى شخصياً لتقديم تعازيه في الخسائر بأرواح الفلسطينيين في استهداف المستشفى المعمداني.
ووصف باباجان أيضاً الأحداث في غزة بأنها "مذبحة"، وقال إن جهود المجتمع الدولي "تفتقر إلى تسهيل وقف إطلاق النار أو المساعدات الإنسانية".
خطة عمل بشأن فلسطين
فيما اقترح رئيس الوزراء التركي الأسبق ورئيس حزب المستقبل حالياً أحمد داود أوغلو، خطة عمل بشأن فلسطين وطرحها على حسابه بمنصة أكس.
وكتب أوغلو أن من أهم بنود الخطة، طرد السفيرة الإسرائيلية من تركيا فوراً وعدم السماح لها بالعودة إلا بعد قبول إسرائيل وقف إطلاق النار، إضافة إلى عدم منع المظاهرات المناهضة لإسرائيل في تركيا.
كما تضمنت الخطة، عمل تركيا على فتح ممر للمساعدات الإنسانية من خلال مؤسساتها المعنية، بجانب قيام وفد من البرلمان التركي بزيارة لمعبر رفح والمشفى الذي تم قصفه في غزة وذلك بالتنسيق مع مع وزارة الخارجية التركية ومصر والأمم المتحدة، وإعداد تقرير يرسل إلى برلمانات العالم.
في السياق طالب أوغلو بعقد اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى رؤساء الدول وليس وزراء الخارجية، ويعلن في الاجتماع الوقف الفوري لعمليات التطبيع مع إسرائيل التي تقوم بها الدول الإسلامية.
ووفقاً لخطة أوغلو، فإن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تقوم بتقديم مبادرة مشتركة إلى مجلس الأمن للإعلان عن جدول زمني واضح لإقامة الدولة الفلسطينية التي وعدت بها خلال عملية أوسلو، وإذا رفض أي من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذه المطالب، فيجب دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اجتماع لاتخاذ قرار في هذا الشأن.
حداد 3 أيام
والأربعاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، الحداد الوطني في البلاد ثلاثة أيام احتراماً لآلاف الشهداء (في فلسطين).
وعبر منصة "إكس" قال أردوغان: "نحن في تركيا نشعر في داخل قلوبنا بحجم الآلام الكبيرة التي يعيشها أشقاؤنا الفلسطينيون". وأضاف: "لذا تم إعلان الحداد الوطني في بلادنا لمدة 3 أيام، احتراماً للآلاف من شهدائنا ومعظمهم من الأطفال والمدنيين الأبرياء".
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شن غارات مكثفة على غزة، مخلفةً آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية بغلاف قطاع غزة.