رفعت "ستاربكس" دعوى قضائية ضد نقابة اتحاد العمال في الشركة بعد اعتراضها على منشورٍ للنقابة على وسائل التواصل الاجتماعي يدعم فلسطين، وذلك وفقاً لمذكرة داخلية للشركة وُزِّعَت الثلاثاء، واطلع عليها موقع The Intercept الأمريكي ونشر عنها الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بحسب الموقع، فقد قالت نائبة الرئيس التنفيذي سارة كيلي، في رسالة: "إن استخدام النقابة اسم ستاربكس يربك العملاء، وإن بعض العملاء نقلوا غضبهم من منشور اتحاد عمال ستاربكس إلى موظفي الفروع".
وجاء منشور الاتحاد بعنوان "تضامناً مع فلسطين"، واقتبس صورةً لجرافة تقتحم السياج المحيط بغزة.
وصوَّت أكثر من 9 آلاف عامل في 360 فرعاً لستاربكس لصالح منشور الاتحاد، وفقاً لموقعه الإلكتروني، لكنهم قوبلوا بمقاومة شديدة من الشركة بشأن عقد محتمل. أرسلت الشركة سابقاً إلى الاتحاد أمراً بالتوقف عن فعلٍ يهدد باتخاذ إجراء قانوني، ويبدو أنها ستنفذ هذا التهديد الآن. وتقول رسالة الشركة بالخط العريض في النسخة الأصلية:
"بعد وقت قصير من 7 أكتوبر/تشرين الأول، نشر اتحاد العمال بياناً يتضمن صورة جرافة تهدم جزءاً من حدود إسرائيل وغزة، مما يعكس دعمهم للعنف الذي ترتكبه حماس. لسوء الحظ، مع استمرار تصاعد العنف ضد الأبرياء في المنطقة، فإن بعض الأشخاص يربطون هذه التصريحات بنا عن طريق الخطأ، لأن اتحاد العمال وأعضاءه يواصلون استخدام اسمنا وشعارنا وملكيتنا الفكرية".
محاربة الداعمين لفلسطين
وشهدت أمريكا عدة حوادث أعلنت فيها شركات ومؤسسات معاقبة داعمين لفلسطين، حيث أعلنت شركة المحاماة الأمريكية الكبرى "ديفيس بولك"، في رسالة بريد إلكتروني داخلية، أنها ألغت عروض التوظيف لثلاثة طلاب بكلية الحقوق في جامعتي هارفارد وكولومبيا، بعد توقيعهم على بيانات تنظيمية طلابية تدين الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة.
تعد خطوة الشركة رداً آخر على العرائض المفتوحة التي وقّعت عليها روابط طلابية وأكاديمية جامعية بشأن الحرب الدائرة، وما أعقبها من اعتراضات صدرت عن مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي بين مانحي التبرعات والشركات، وروابط الخريجين والطلاب.
جاء في رسالة البريد الإلكتروني الموقعة من رئيس الشركة، نيل بار، أن "هذه التصريحات [الصادرة عن الطلاب] إنما تتعارض مع قيم شركتنا، ومن ثم خلصنا إلى أن إلغاء هذه العروض هو الأمر المناسب للوفاء بمسؤوليتنا في توفير بيئة عمل آمنة ومنفتحة لجميع موظفي ديفيس بولك".
حيث نشر جوزيف غيرستل، المحامي بشركة محاماة صغيرة، صورة ملتقطة من البريد الإلكتروني، الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول، على موقع "لينكد إن"، وأكد ممثل لشركة "ديفيس بولك" صحتها.
إذ كتب بار في رسالة البريد الإلكتروني: "لا نزال حتى الآن في حوار مع اثنين من هؤلاء الطلاب للنظر في أي جديد يقدمه لنا الطلاب بشأن الأمر".
في تعليق على البيان الذي تضمَّنه البريد الإلكتروني، قال ممثل لشركة المحاماة: "إن الآراء الواردة في بعض العرائض التي وقعتها الروابط الطلابية بكليات الحقوق في الأيام الأخيرة تتعارض تعارضاً مباشراً مع بروتوكول أخلاقيات شركتنا".
كما أضاف: "لهذا السبب، ومن أجل الحفاظ على بيئة عمل داعمة ومنفتحة، فإن القادة الطلابيين الذين وقعوا على هذه العرائض لم يعودوا موضع ترحيب في شركتنا؛ ومن ثم ألغينا عروض العمل التي قدمناها لهم". ولم يردّ ممثل الشركة فوراً على سؤال بشأن كيفية تحديد الشركة للطلاب الذين وقعوا على العرائض.
لم تكشف رسالة البريد الإلكتروني عن هوية هؤلاء الطلاب، ولم يرد فيها مضمون العرائض التي وقّع عليها الطلاب الذين أُلغيت عروض توظيفهم.
غير أن بعض الروابط الطلابية والأكاديمية في كبرى جامعات النخبة الأمريكية كانت قد أصدرت تصريحات علنية داعمة للفلسطينيين، وتلوم الاحتلال الإسرائيلي في الصراع الدائر، وهو ما أثار جدلاً كبيراً في هذه الجامعات وفي شركات أمريكية على صلة بها [بالتبرع والتوظيف] منذ الأسبوع الماضي.
في 10 أكتوبر/تشرين الأول، ذكرت صحيفة The Harvard Crimson، إحدى أكبر المطبوعات التي يديرها الطلاب في جامعة هارفارد الأمريكية، أن أكثر من 30 رابطة طلابية في الجامعة وقّعت على عريضة تقول إنهم يحمّلون إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن "جميع أعمال العنف التي تدور في الصراع".
على أثر ذلك، قطع العديد من المديرين التنفيذيين ورجال الأعمال وقاضٍ فيدرالي علاقاتهم بالجامعة، وطالبوا بتحديد هوية الموقّعين، وأعلنوا أنهم لن يوظفوهم في شركاتهم.