قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن مجلس الأمن الدولي "الذي بات غير فعّال لأبعد الحدود، فشل مرة أخرى في الوفاء بمسؤوليته"، وذلك في تعليقه على مواصلة العدوان الإسرائيلي المتواصل والمكثف على غزة منذ نحو أسبوعين.
وأوضح أردوغان أن الدول الغربية "التي تدعي ريادتها لحقوق الإنسان والحريات، لم تتخذ أي خطوات سوى صب الزيت على النار"، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام العالمية "دخلت في سباق لتبرير المذابح البشرية بمطبوعاتها المنحازة والمنافقة".
جاء ذلك في منشور للرئيس أردوغان على منصة "إكس"، علق فيه على اجتماع اللجنة التنفيذية المفتوح العضوية لمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة السعودية، والهجمات ضد قطاع غزة، ومساعدات تركيا للقطاع، والخطوات التركية لحل الأزمة.
من جانب آخر، ثمّن الرئيس التركي الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي؛ "لكونه مؤشراً ملموساً على صمود العالم الإسلامي أمام الظلم الإسرائيلي المتزايد".
وأشار إلى أن المساعي لتحقيق التهدئة اصطدمت بخطوات مثل إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة وقطع المساعدات ومعاقبة السكان بشكل جماعي، في إشارة إلى إرسال الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط قرب الاحتلال، والحصار الشامل المفروض على قطاع غزة.
وفي تعليقه على مجزرة المستشفى المعمداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة أمس الثلاثاء وراح ضحيتها أكثر من 500 شهيد جلهم من النساء والأطفال، اعتبر أردوغان أن "المجزرة في غزة انتقلت إلى بُعد آخر أمس عبر الهجوم الشنيع على المستشفى الأهلي العربي".
أضاف: "ألعن مرتكبي هذا الهجوم الذي يعد جريمة ضد الإنسانية ويرقى إلى مستوى المجزرة بحق سكان غزة".
كما أشار من ناحية أخرى إلى أن تركيا "ستواصل العمل من أجل تأمين وقف إطلاق نار إنساني في بداية الأمر، ثم وقف إطلاق نار دائم".
"ضمان وجود الشعب الفلسطيني"
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن على البلدان الإسلامية في المنطقة "أن تضمن وجود الشعب الفلسطيني وتعمل ضامنة للسلام الدائم"، وذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته، الأربعاء، في اجتماع اللجنة التنفيذية المفتوح العضوية لمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة السعودية.
وذكر فيدان أنه "يتعين على الدول الإسلامية أن تتصرف بثقة"، داعياً إلى تحدي خطاب "الهيمنة" الذي يتم فرضه، مشيراً إلى أن "وجهة نظر تركيا الأخيرة تتلخص في ضرورة تصميم وتنفيذ آلية ضمان جديدة. ويجب على البلدان الإسلامية في المنطقة أن تضمن رفاه الشعب الفلسطيني ووجوده وأن تعمل ضامنة للسلام الدائم".
وأوضح وزير الخارجية التركي أن هذه الآلية "لديها القدرة على إنشاء منطقة سلام وأمن واستقرار تكون فلسطين في مركزها"، وأردف: "هذه الآلية ستكون متوافقة أيضاً مع الحماية الدولية التي سيتم توفيرها للفلسطينيين والتي اتفقنا عليها في القمة الإسلامية الاستثنائية السابعة بإسطنبول وقبلناها في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة".
تدابير "تردع إسرائيل"
كما شدد فيدان على أنه ينبغي لإسرائيل والدول الأخرى "فهم أن تأجيل السلام مع الفلسطينيين سيكون له ثمن"، وقال في هذا السياق: "علينا كسر الحلقة المفرغة التي ترتكب فيها إسرائيل الظلم، وتتلقى انتقادات شديدة منا، ومن ثم تدفع العالم إلى نسيان ذلك بارتكاب فظائع أخرى. لقد اعتادوا على هذا النموذج".
وأردف: "يجب على العالم الإسلامي أن يتخذ قرارات جريئة وأن ينفذها بشكل حازم تدريجياً حتى تنبض الحياة بدولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة ومتكاملة جغرافياً وعاصمتها القدس الشرقية".
كما اقترح فيدان إضافة بند إلى نص البيان الختامي للاجتماع ينص على "تشجيع جميع الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير دبلوماسية وقانونية وقسرية فعّالة وقابلة للتطبيق من أجل وقف الجرائم التي ترتكبها قوة الاحتلال الإسرائيلية ضد الإنسانية".
واستطرد: "اليوم، تتفق جميع الأطراف على أن الحل الوحيد العادل والدائم للمشكلة الفلسطينية هو حل الدولتين. لكن هذا لا يكفي، يجب أن نجعله ملموساً".
وذكر أن ما يحدث في قطاع غزة يشكل انتهاكاً خطيراً لجميع أنواع القانون الدولي، مبيناً أن الهجمات على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لم يسبقها مثيل، لافتاً إلى أن "إسرائيل عمّقت الاحتلال وزادت عدم الاستقرار ميدانياً، مضيفاً أن "الاستفزازات ضد حرمة المسجد الأقصى وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية والقدس والحصار غير الإنساني على غزة استمرت رغم تحذيراتنا ودعواتنا".