شُيّع، السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جثمان المصور في وكالة رويترز عصام عبد الله، الذي استُشهد الجمعة، في قصف إسرائيلي على بلدة "علما الشعب"، جنوبي لبنان، أثناء تغطية الاشتباكات بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، في وقت ذكرت وسائل إعلام لبنانية رسمية أن وزارة الخارجية طلبت من بعثتها لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي عن "قتل إسرائيل المتعمّد" للصحفي عصام عبد الله.
فيما شيّع أهالي بلدة الخيام الجنوبية، في محافظة النبطية (جنوب)، جثمان "عبد الله"، حيث استقبله أهالي البلدة (مسقط رأسه) بالزغاريد والأرز والبكاء، وسط حضور شعبي ورسمي وإعلامي حاشد.
وشارك في مراسم التشييع النائب علي حسن خليل، من كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب المستقل فراس حمدان، ومستشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فارس الجميل، وآخرون.
وانطلق موكب التشييع من منزل عبد الله، إلى مسجد زين العابدين في البلدة، ثم إلى مثواه الأخير في مقبرة الخيام، وسط هتافات المشيعين المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة
وفي سياق متصل، أوعزت وزارة الخارجية اللبنانية، إلى بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، "تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، عن قتل إسرائيل المتعمّد للصحفي عبد الله، وإصابة صحفيين آخرين بجروح".
وتضمنت الشكوى، وفق الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية)، "شرحاً للاستفزازات والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في الأسبوع الأخير، وما سببته من إصابات في الأرواح والممتلكات، والخرق المستمر لسيادة لبنان".
والجمعة، قُتل المصور عبد الله، من وكالة رويترز، وأُصيب الصحفيان من فريق قناة "الجزيرة" القطرية، كارمن جوخدار وإيلي براخيا، و3 آخرون من وسائل إعلام أجنبية ومحلية، في بلدة علما الشعب، جراء استهداف القوات الإسرائيلية سيارتهم، وفق مراسل الأناضول.
فيما أعلن الجيش اللبناني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "استهدفت في علما الشعب، الحدودية الجنوبية، برج مراقبة غير مشغول للجيش اللبناني، دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين".
وتأتي التوترات على الحدود اللبنانية، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي، استهداف قطاع غزة المحاصَر منذ 2006، بغارات جوية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وفجر السبت، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
ولليوم الثامن، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة المحاصر منذ 2006، بغارات جوية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وسط محاولة إسرائيلية لتفريغ المنطقة الشمالية من غزة من سكانها.