كشفت صحيفة "The New York Times" الأمريكية السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفاصيل جديدة عن عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة في غزة للرد على العدوان الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى ونصرة للأسرى، فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول.
واعتمدت الصحيفة على كاميرا مثبتة على رأس أحد مقاتلي القسام، وكذلك من خلال إجراء مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين.
بحسب ما لاحظ مشاهدو الفيديو فقد "كان المسلحون العشرة من غزة يعرفون بالضبط كيفية العثور على مركز المخابرات الإسرائيلية وكيفية الدخول إليه، فبعد عبور السياج، اتجهوا شرقاً على متن خمس دراجات نارية، وبعد عشرة أميال، انحرفوا عن الطريق إلى منطقة من الغابات، ونزلوا خارج بوابة غير مأهولة إلى قاعدة عسكرية".
هناك قاموا بتفجير الحاجز بعبوة ناسفة صغيرة، ودخلوا القاعدة وتوقفوا لالتقاط صورة شخصية جماعية، ثم أطلقوا النار على جندي إسرائيلي، تقول الصحيفة: "للحظة، بدا المهاجمون غير متأكدين من المكان الذي سيتوجهون إليه، قبل أن يخرج أحدهم شيئاً من جيبه، إنها خريطة مرمزة بالألوان للمجمع العسكري!".
تضيف الصحيفة: "وجدوا باباً مفتوحاً لمبنى محصن. وبمجرد دخولهم، دخلوا غرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر، وهي مركز الاستخبارات العسكرية، فيما تحت سرير في الغرفة، وجدوا جنديين يختبئان".
بحسب الصحيفة، يعد مركز الاستخبارات العسكرية، بموقعه السري، كنزاً ثميناً بما يحتويه من أجهزة وبيانات ومعلومات استخباراتية جمعها الاحتلال على مدار سنوات عن قطاع غزة.
"قدرة وتخطيط مذهل"
بحسب الصحيفة الأمريكية، فقد تمكنت حماس "من خلال التخطيط الدقيق والوعي غير العادي بأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها، من اجتياح جبهة إسرائيل مع غزة بعد وقت قصير من الفجر، الأمر الذي صدم دولة طالما اعتبرت تفوق جيشها بمثابة عقيدة إيمانية".
يقول المسؤولون إن "حماس قامت باستخدام الطائرات بدون طيار، بتدمير أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة، مما أدى إلى فرض نقاط عمياء واسعة على الجيش الإسرائيلي".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخرائط التي كانت بحوزة مقاتلي القسام، ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم والمقابلات مع مسؤولي الأمن تظهر أن المجموعة كان لديها فهم متطور بشكل مدهش لكيفية عمل الجيش الإسرائيلي، وأين تتمركز وحدات معينة، وحتى الوقت الذي سيستغرقه وصول التعزيزات.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وخلال العملية، اقتادت حركة "حماس" ومسلحون من فصائل فلسطينية أخرى، "عشرات الإسرائيليين بينهم جنود وضباط"، خلال عملية تسلل واسعة النطاق لمستوطنات غلاف غزة، وفق ما أعلنت الحركة.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
ولليوم الثامن على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصَر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية".