حذَّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إسرائيل من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسراً، حتى داخلياً، بعد إصدار إسرائيل أوامر لسكان غزة بالانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع، مؤكداً على ضرورة فتح ممرات لإدخال مساعدات إلى القطاع.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الملك عبد الله الثاني في عَمَّان بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية، في زيارة للأخير ضمن جولة غير محددة المدة بدأها بإسرائيل وتشمل قطر.
ووفق الوكالة فقد أكد الملك عبد الله "ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة، وأهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد والحرب على غزة".
ولليوم السابع على التوالي يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، ضمن مواجهات فلسطينية- إسرائيلية غير مسبوقة وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
جهود لوقف التصعيد في غزة
كما نبَّه ملك الأردن إلى "ضرورة عدم إعاقة عمل المنظمات الدولية في قطاع غزة لكي تقوم بواجباتها الإنسانية"، مشيراً إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها ومنع تدهور الأوضاع وتوسعها إلى الضفة الغربية.
إضافة إلى ذلك، حذَّر الملك من "أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم"، مشدداً على "عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين".
كما حذَّر من "انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة"، مؤكداً "ضرورة حماية المدنيين الأبرياء من الجانبين، انسجاماً مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنسان".
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي التقى بلينكن في وقت سابق الجمعة، وبحث معه جهود وقف التصعيد الخطير وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وفق المصدر ذاته.
وفي وقت سابق الجمعة، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان غزة إخلاء منازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوباً، قائلاً إنه "سيواصل العمليات بشكل كبير" في القطاع. فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن تحذير سكان غزة للانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه دعاية زائفة وحرب نفسية يشنها الاحتلال.
جيش الاحتلال حذَّر أيضاً سكان غزة من الاقتراب من منطقة قريبة من السياج مع إسرائيل، وقال إن السكان لن يتمكَّنوا من العودة إلا بعد الإعلان عن السماح بذلك.
فيما قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التي قالت إن تحذيرات الاحتلال "ربما تشير إلى عملية برية إسرائيلية وشيكة داخل القطاع"، إن نحو 1.1 مليون شخص يعيشون في شمال قطاع غزة، مضيفاً أن "الأمم المتحدة تطالب بإلغاء أي أمر من هذا القبيل لتجنب حدوث وضع كارثي".
ومضى قائلاً: "نعتقد أنه من المستحيل أن تحدث مثل هذه الخطوة دون عواقب إنسانية مدمرة".
وأكد المتحدث الأممي أن مطالبة الجيش الإسرائيلي بإخلاء شمال القطاع "تسري أيضاً على جميع فرق الأمم المتحدة والفلسطينيين الذين يحتمون داخل منشآتها بما في ذلك المدارس والمستشفيات والعيادات".
يأتي ذلك بينما نقلت الأخبار اللبنانية، عن مصادر متعددة في الأمم المتحدة والقاهرة، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، إن الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أوروبية ومسؤولين نافذين في الأمم المتحدة يقودون معركة كبيرة تستهدف أكبر عملية تهجير جديدة للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك تحت غطاء نقل المدنيين من القطاع إلى أماكن آمنة، لا سيما القاهرة.
المصادر أضافت أن الضغوط تبلغ مستوى جديداً من الذروة، مع الطلب من مصر الاستعداد لإقامة منطقة لجوء في العريش وعلى الحدود مع قطاع غزة، والموافقة على فتح ممر إنساني آمِن، ليس بهدف نقل المساعدات إلى القطاع، بل لانتقال نحو ربع مليون فلسطيني يواجهون مشكلة الإيواء نتيجة تدمير منازلهم إلى تلك المنطقة.
في سياق متصل، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، "إننا نعمل بشكل وثيق مع مصر وإسرائيل لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تطوير خيارات الممر الآمن حتى يتمكن المدنيون في غزة الذين يريدون المغادرة من المغادرة بأمان". "هذا ليس خطأهم. لم يتسببوا في هذا. وإذا أرادوا المغادرة، فيجب السماح لهم بالمغادرة".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين إنه ناقش إمكانية الممر الآمن مع المسؤولين الإسرائيليين خلال الزيارة، وسيتابع الموضوع في الأيام المقبلة مع دول أخرى.
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.