تداول ناشطون، بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيديو مؤثراً لصحفي فلسطيني ينقل جثمان والده بمركبته من أجل أن يقوم بدفنه، في ظل شلل الحياة في غزة، وذلك في اليوم السابع من العدوان على قطاع غزة الذي تزامن مع انطلاق معركة "طوفان الأقصى".
ونشر المصور الصحفي الفلسطيني علي جاد الله الفيديو وهو يتحدث خلال قيادته مركبته التي يحمل فيها الجثمان لدفنه بعد استشهاده في غارة جوية إسرائيلية، مشيراً إلى عدم وجود سيارة إسعاف لنقله خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.
وطلب جاد الله، بشكل مؤثر من مشاهدي الفيديو، الدعاء لوالده الشهيد والترحم عليه، وذلك في الوقت الذي لم يتمكن أي أحد من الخروج في جنازته واستكمال مراسم التشييع كما اعتاد عليه الجميع، وذلك بسبب القصف المستمر على قطاع غزة.
ولم تستثنِ الضربات الإسرائيلية أحداً من هجومها، حتى المسعفون وعمال الإنقاذ في الهلال الأحمر الفلسطيني. إذ يكافح رجال الإنقاذ والمسعفون والأطباء للوصول إلى الضحايا المدفونين تحت الأنقاض جراء الغارات الجوية الإسرائيلية وإنقاذهم، لكن مساعيهم تعترضها عقبات جسيمة، ليس أقلها انقطاع التيار الكهربائي، وشح إمدادات الوقود التي أوشكت على النفاد، والقصف الجوي الذي يجعل الحركة خطيرة.
وانقطعت الكهرباء في قطاع غزة المحاصر، ظهر الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول، بعد إغلاق محطة الكهرباء الوحيدة هناك، فقد أمرت إسرائيل بفرض "حصار كامل" على غزة، وقطع جميع إمدادات الكهرباء والغذاء والمياه والوقود.
أعلنت وزارة الصحة في غزة، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 1799، والمصابين إلى 6488، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم السابع على التوالي.
وقالت الوزارة في بيان: "ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم السابع إلى 1799 قتيلاً، وإصابة 6488 بجراح مختلفة".
وتواصل مقاتلات الاحتلال شنّ غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم السابع على التوالي، ما أسفر عن خسائر كبيرة بالأرواح ونزوح مئات آلاف السكان، إضافة إلى دمار هائل بالمقدرات المدنية.
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شنّ غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونيْ فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.