تجاوز عدد الشهداء جراء القصف العنيف المتواصل على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي 1500 شهيد، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن جزءاً كبيراً من سكان غزة يتعرضون للإبادة، مع تصاعد التحذيرات من كوارث صحية في حال استمرت سلطات الاحتلال في قطع المياه والكهرباء والوقود عن قطاع غزة.
حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 1537 بينهم 500 طفل و276 سيدة، وإصابة 6612 جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم السادس.
وقالت الوزارة في بيان: "ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم السادس إلى 1537 قتيلاً، من بينهم 500 طفل و276 سيدة، وإصابة 6612 بجراح مختلفة".
"إبادة جماعية"
من جانبها، قالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن "جزءاً كبيراً من سكان قطاع غزة يتعرضون للإبادة، حيث لا تزال المدينة المحاصرة تواجه ضربات وقصفاً إسرائيلياً مكثفاً".
وأضافت ألبانيز في مقابلة: "ما يحدث هو أن جزءاً كبيراً من السكان الفلسطينيين في غزة يتم القضاء عليهم، ليس بشكل مختلف عما حدث من قبل، ولكن بشراسة متزايدة".
وتعليقاً على قرار إسرائيل في وقت سابقٍ الأسبوع الجاري، قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن غزة، قالت ألبانيز: "تجويع السكان المحاصرين وحرمانهم من الضروريات يعدان جريمة حرب".
كما أكدت المسؤولة الأممية: "إذا كان ذلك متعمداً وفي سياق هجوم واسع النطاق وممنهج ضد السكان المدنيين، فإنه يشكل أيضاً جريمة ضد الإنسانية".
وأشارت ألبانيز إلى ضرورة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المدنيين الذين تحتجزهم حركة "حماس" في غزة، قائلة إن استمرار احتجازهم "غير مبرر على الإطلاق".
وأضافت ألبانيز: "أريد أيضاً القول إنه من خلال القصف الشامل لقطاع غزة، فإن إسرائيل تعرض أيضاً سكانها المدنيين للخطر الذين تحتجزهم حماس في غزة".
وفيما يتعلق بالمطالبة بفتح ممر إنساني إلى غزة، قالت ألبانيز إنه "لا يوجد مثل هذا النقاش بين الدول حول إنشاء مثل هذا الطريق"، وأضافت ألبانيز: "لا أحد.. يتفاوض بشكل نشط بشأن هذا الأمر على حد علمي".
وشددت ألبانيز على ضرورة فتح ممرات إنسانية على الفور للجرحى ومن هم في حالة حرجة بغزة، وأكدت أنه في الوقت نفسه، يجب على إسرائيل أن تتوقف عن قصف المدنيين.
وأردفت المسؤولة الأممية أنّ وقف إطلاق النار ضروري أيضاً لوقف الأعمال العدائية، كما أن تقديم المساعدات يمثل أولوية، وكذلك إطلاق سراح الرهائن.
كما سلطت ألبانيز الضوء على حالة المستشفيات في غزة التي لا تزال تعمل تحت وطأة القصف الإسرائيلي، قائلة إنها "وصلت إلى طاقتها القصوى"، وأضافت: "هناك مرضى يتشاركون السرير نفسه، ومرضى مستلقون على الأرض ولا توجد أدوية".
وفي الوقت الحالي، "لا توجد إمكانية لدخول أي شيء إلى غزة"، بحسب ألبانيز، التي أكدت أن القطاع "تحت الحصار التام".
فيما وصفت الوضع بالكارثي، قائلة إن هناك "أشخاصاً في المدينة يركضون حاملين القتلى والجرحى بين أذرعهم، ويحاولون العثور على مأوى".
واختتمت ألبانيز حديثها قائلة إنه طوال القتال، الذي دخل يومه السادس الآن، "تم انتهاك جميع قواعد القانون الإنساني الدولي".
ومنذ السبت، أعلنت إسرائيل تشديد الحصار على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود ومنع إدخال المواد الغذائية والوقود والمساعدات له، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، الإثنين، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.
دعوات لجمعة غضب
من جانبه، دعت حركة حماس في بيان، "الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية وأحرار العالم في كل مكان، إلى النفير العام الجمعة القادمة، نصرة للقدس والأقصى وغزة التي تعيش على وقع عدوان إسرائيلي لا يتوقف".
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تدهور الأوضاع في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء بالضفة إلى 34 فلسطينياً، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
فيما طالبت الحركة الإسلامية في الأردن، وزير الداخلية مازن الفراية، بإعادة الجيش الشعبي، وفتح جسر جوي لإغاثة قطاع غزة، محذّرة في الوقت ذاته من مخططات تهجير الفلسطينيين إلى الأردن وسيناء، وسط دعوات على منصات التواصل الاجتماعي إلى النفير العام، الجمعة، بمظاهرات حاشدة، والتوجه نحو الحدود للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس، خلال الأيام الأخيرة، مظاهرة وفعاليات أخرى تضامناً مع إسرائيل، كما شهد عدد من المدن الغربية منها لندن ونيويورك ومدريد، مظاهرات مؤيدة لفلسطين وأخرى مؤيدة لإسرائيل، تخللت بعضها مناوشات محدودة.
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.