بثت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقاطع فيديو لتعامل مقاتليها مع أطفال مستوطنين في كيبوتس "حوليت" السبت، ويظهر في التسجيل الذي تم توزيعه على وسائل الإعلام، مقاتلي "القسام" يحملون أطفال المستوطنين ويحاولون تهدئتهم وإطعامهم. ويظهر مقاتل قائلاً: "انظروا الرحمة في قلوبنا، لا نقتلهم كما تفعلون".
كذلك تضمن الفيديو قيام عناصر "القسام" بالاعتناء بالأطفال والبعض يقوم بإطعام الأطفال، في حين يقوم عنصر من "القسام" بمحاولة إسكات أحد الأطفال من خلال "هز" عربته الصغيرة؛ لكي يصمت، في حين تضمن الفيديو قيام أحد عناصر "القسام" بتعليم طفل إسرائيلي أن يقول "بسم الله" قبل أن يشرب المياه.
مزاعم إسرائيلية بقيام "القسام" بقتل أطفال
في الأيام الأخيرة، انتشرت مزاعم إسرائيلية وغربية عن قيام عناصر من "كتائب القسام"، بـ"قطع رؤوس العديد من الأطفال الإسرائيليين" خلال الهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في حين تراجع البيت الأبيض عن تصريحات للرئيس جو بايدن أعرب فيها عن استيائه مما وصفها بصور عنيفة لمشاهد هجوم لمقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وكان بايدن قال خلال اجتماعه مع زعماء الطائفة اليهودية في البيت الأبيض، إنه لم يكن يعتقد أنه "سيرى صوراً لإرهابيين وهم يقطعون رؤوس الأطفال".
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن متحدث باسم البيت الأبيض، قوله إنه "لا الرئيس بايدن ولا أي مسؤول أمريكي رأى أي صور أو تأكد من صحة تقارير بشأن ذلك بشكل مستقل". وأضاف المتحدث أن تصريحات بايدن بشأن الفظائع المزعومة استندت إلى مزاعم المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وتقارير إعلامية إسرائيلية.
حماس تنفي هذه المزاعم
فيما نفت حركة "حماس" الفلسطينية، الأربعاء، ادعاءات وسائل إعلام غربية تتهمها بـ"قتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين" في إسرائيل.
وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: "نؤكّد بشكلٍ قاطع، كذب الادعاءات الملفقة التي تروّجها بعض وسائل الإعلام الغربية والتي تتبنى بشكلٍ غير مهني الرواية الصهيونية المليئة بالأكاذيب والافتراءات على شعبنا الفلسطيني ومقاومته، والتي كان آخرها الادعاء بقتل أطفال وقطع رؤوسهم واستهداف مدنيين".
واعتبرت الحركة "التبني والانحياز إلى الرواية الصهيونية دون تحقّق، ما هو إلا سقوط إعلامي؛ في محاولة للتستر على جرائم الاحتلال ومجازره التي يرتكبها ليل نهار في غزة والتي ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية باستهدافه المدنيين وقطع الكهرباء والماء والمواد الغذائية والطبية عنهم".
وأكدت أن "كتائب القسام عملت على استهداف المنظومة العسكرية والأمنية" الإسرائيلية في معركة طوفان الأقصى، "وهي أهدافٌ مشروعة"، وفق البيان ذاته. وتابعت حماس أنها "سعت في الوقت ذاته لتجنب المدنيين، وقد شهد على ذلك الكثير من المقاطع الميدانية المصورة، وتحدّث بذلك العديد من المستوطنين بشهادات مصوّرة عبر وسائل الإعلام".
وانتقدت الحركة إحجام الوسائل الإعلامية الغربية المنحازة لإسرائيل عن "تذكر حجم الإجرام" الإسرائيلي على قطاع غزة والذي "مسح كلياً أحياء بأكملها، وقصف بنايات سكنية فوق رؤوس ساكنيها".
ودعت حماس تلك الوسائل الإعلامية الغربية إلى "التحلي بالموضوعية والمهنية" في النقل والتغطية الإعلامية لمجريات العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإلى "عدم التبني الفاضح والأعمى" للرواية الإسرائيلية.
يذكر أنه في فجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.