قال الاحتلال الإسرائيلي الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إنه لن تكون هناك هدنة إنسانية في حصاره لقطاع غزة قبل تحرير جميع رهائنه، وذلك بعدما ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السماح بمرور إمدادات الوقود للحيلولة دون تحول المستشفيات المكتظة إلى "مشارح".
وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن حصيلة القتلى الإسرائيليين تجاوزت 1300 منذ يوم السبت، فيما تمكنت حركة حماس من احتجاز عشرت الأسرى من الإسرائيليين والأجانب إلى قطاع غزة. وتقول إسرائيل إنها حددت هوية 97 منهم.
ورد الاحتلال بفرض حصار شامل على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، كما نفذت طائراته الحربية أعنف حملة قصف في تاريخها ودمرت أحياء بكاملها.
فيما تقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 1200 شخص قتلوا وما يزيد على خمسة آلاف أصيبوا في القصف.
مأساة إنسانية في غزة
فيما قال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للشرق الأوسط والأدنى في الصليب الأحمر: "المأساة الإنسانية الناتجة عن هذا التصعيد مروعة، وأناشد الطرفين الحد من معاناة المدنيين".
وأضاف: "مع انقطاع الكهرباء في غزة، تفقد المستشفيات الطاقة؛ مما يعرض الأطفال حديثي الولادة في الحضانات والمرضى المسنين الذين على أجهزة التنفس للخطر. يتوقف غسيل الكُلى، ولا يمكن إجراء مسح بالأشعة السينية. وبدون كهرباء، تواجه المستشفيات خطر التحول إلى مشارح".
فيما تقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 340 ألفاً من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى خلال الأيام الأربعة الماضية، ويعيش ما يقرب من 220 ألفاً منهم في 92 مدرسة تديرها الأمم المتحدة.
وفي إحدى المدارس التي تحولت إلى ملجأ، قالت حنان العطار (14 عاماً)، إن عائلتها هرعت للخروج من منزلها بدون أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها عندما سقطت القنابل في مكان قريب. وعاد عمها لإحضار بعض الملابس فلقي حتفه عندما تعرض المنزل للقصف.
وقال جدها إنهم "يدكون المنازل فوق (رؤوس) المدنيين والنساء والأطفال".
عملية طوفان الأقصى
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
ومنذ بدء المواجهة، أعلنت إسرائيل تشديد الحصار على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود ومنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات له، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، الإثنين، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.