يواجه سكان قطاع غزة القصف العنيف للاحتلال لليلة الخامسة على التوالي، فيما حذرت وزارة الصحة من أن استمرار قطع الاحتلال الإسرائيلي للكهرباء والمياه والوقود يشكل خطراً على حياة الجرحى والمرضى ويتسبب في كارثة صحية.
ومنذ السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن دمار هائل بالمناطق السكنية وخسائر كبيرة بالأرواح ونزوح مئات الآلاف من السكان.
وشهد ليل الأربعاء سلسلة غارات لطائرات الاحتلال شمال غربي وجنوبي مدينة غزة، وكذلك استهدافاً لمنازل المواطنين في شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ونفذت طائرات الاحتلال مجزرة جديدة في قطاع غزة، حيث قصفت منزل عائلة أسعد البشيتي جنوب خانيونس وهم نيام، مما أدى لاستشهاد عدد منهم وإصابة آخرين.
تزامن ذلك مع إطلاق زوارق حربية إسرائيلية قذائفها تجاه ساحل بحر المنطقة الجنوبية من قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن المستشفيات بقطاع غزة باتت في حالة إشغال تام لقدراتها السريرية والجرحى جراء اشتداد العدوان الإسرائيلي.
وقال الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة بقطاع غزة، في تصريح صحفي: "المستشفيات في حالة إشغال تام لقدراتها السريرية، والجرحى والمرضى يفترشون الأرض جراء اشتداد العدوان الإسرائيلي".
وأضاف أن "استمرار قطع الاحتلال الإسرائيلي للكهرباء والمياه والوقود يشكل خطراً على حياة الجرحى والمرضى ويتسبب في كارثة صحية وبيئية وخيمة".
وحمّل القدرة "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الجرحى والمرضى بسبب إنهاكه للمنظومة الصحية وإضعاف قدراتها خلال الحصار والعدوان المتواصل على قطاع غزة".
وتابع: "الوضع الصحي بات لا يحتمل الصمت، ويجب التحرك العاجل لتوفير ممر آمن للإمدادات الطبية ومغادرة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2023، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 1100 والمصابين إلى 5339، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم الخامس على التوالي منذ فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وسبق أن قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن قرابة 60% من الإصابات جراء القصف الإسرائيلي على القطاع وقعت "بين النساء والأطفال".
بحسب معروف أيضاً، فإن إسرائيل "قصفت أكثر من 27 مقراً حكومياً وعشرات المرافق العامة والمنشآت الخدماتية، ما ألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية على مستوى شبكات الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي".
كما أسفر القصف عن "تدمير وهدم أحياء سكنية كاملة، شملت آلاف الوحدات السكنية، عبر قصفها بمئات الأطنان من القنابل شديدة الانفجار".
إضافة إلى ذلك، تسبب القصف بدمار "أكثر من 48 مَدرسة تتبع الأونروا (منظمة غوث وتشغيل اللاجئين) والحكومة، وتسبب بقتل 10 من الكوادر التعليمية وقرابة 300 طفل"، وأشار معروف إلى أن "29 مركز رعاية أولية خرجت عن العمل بسبب القصف من أصل 52 مركزاً، بما يهدد حياة آلاف المرضى المزمنين الذين يتلقون المتابعة الطبية والأدوية منها".
تسبب القصف أيضاً بإحداث دمار واسع في 10 مراكز ومؤسسات صحية، وتسبب بإخراج بعضها عن الخدمة مثل مستشفى بيت حانون، وفقاً لمعروف، الذي أضاف أن "إسرائيل هدمت 10 مساجد وألحقت دماراً بعشرات المساجد ودور العبادة الأخرى، منها 7 مساجد وكنائس أثرية قديمة".
كما أكد أن "القصف قتل منذ السبت 8 صحفيين، وأصاب أكثر من 20 آخرين، وألحق دماراً بعشرات المقار الإعلامية، ومنع دخول الصحفيين الأجانب لغزة"، كما أكد أن "إسرائيل قصفت 13 مركبة إسعاف، ما أدى إلى مقتل 6 من الكوادر وإصابة 18 آخرين".
يُذكر أنه فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس توالياً على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.