“بايدن قد يكون متواطئاً بجرائم حرب”.. محللون ينتقدون دعم واشنطن للاحتلال لارتكاب إبادة جماعية بغزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/12 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/12 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش
الرئيس الامريكي جو بايدن /الأناضول

حذر محللون سياسيون من أنَّ دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن الصارم للرد العسكري الإسرائيلي على  عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية نهاية الأسبوع، قد يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لارتكاب فظائع جماعية في غزة ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المحتمل، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي خطاب بايدن العلني، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول، قال بايدن إنَّ الولايات المتحدة تقف خلف إسرائيل وستوفر لها كل ما تحتاجه لمهاجمة غزة، مشيراً إلى أن بلاده ستتأكد من أنَّ إسرائيل لديها ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على هذا الهجوم.

وبينما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل دائماً في التوغلات والهجمات السابقة على الفلسطينيين، يقول عدد من الخبراء المعنيين إنَّ الأمر مختلف تماماً هذه المرة.

الإبادة الجماعية

إذ قال جوش روبنر، المحلل السياسي، لميدل إيست آي: "الأمر المختلف الآن هو أنَّ الرئيس والكونغرس قدموا أقوى الأضواء الخضراء الممكنة لتمكين إسرائيل من فعل أي شيء تريده بما في ذلك الإبادة الجماعية".

روبنر أضاف: "لا يُخطئن أحد في ذلك، فمن خلال تقديم الدعم بنسبة 100% لأي إجراء تتخذه إسرائيل في قطاع غزة، يكون الرئيس بايدن متواطئاً في ارتكاب إسرائيل جرائم حرب، وربما أسوأ بكثير".

صورة تظهر المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة، 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023- رويترز
صورة تظهر المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة، 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023- رويترز

فيما قال السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، في تصريح واضح لا لبس فيه أثناء مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز الأمريكية: "نخوض حرباً دينية، وأنا إلى جانب إسرائيل".

وكانت رسالة غراهام إلى إسرائيل هي: "افعلوا كل ما يلزم.. دمروا هذا المكان بالكامل".

"إثارة الكراهية ضد الفلسطينيين"

من جهته، قال طارق كيني-الشوا، زميل السياسة الأمريكية في شبكة فوكس نيوز، لموقع ميدل إيست، إن "المُشرّعين من اليسار واليمين، من ليندسي غراهام إلى ريتشي توريس، يستغلون هذه الفرصة لشيطنة الفلسطينيين بشراسة من أجل إثارة الكراهية ضد الفلسطينيين؛ مما سيعطي إسرائيل غطاءً لارتكاب جرائم لا توصف أمام أعيننا".

وأضاف كيني-الشوا: "إسرائيل عازمة على إبادة الفلسطينيين في غزة، وهي تعلم أنَّ أحداً لن يقف بينهم وبين ما يعتبرونه هدفهم الإلهي".

قوات من الجيش الإسرائيلي - رويترز
قوات من الجيش الإسرائيلي – رويترز

في غضون ذلك، قال أحمد أبو زنيد، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين، إنَّ الولايات المتحدة "تشجع" الهجوم الإسرائيلي الأخير، بدلاً من الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية.

أبو زنيد أضاف: "إن القوات الإسرائيلية تقتل عائلات بأكملها في غزة بينما تزود مستوطنيها العنيفين في الضفة الغربية بالسلاح لتنفيذ هجمات. وكان الوضع في غزة مُدمِّراً بالفعل، ومرة ​​أخرى يواجه شعب غزة هجمات من أقوى قوة عسكرية في المنطقة، دون قبة حديدية ولا جيش ولا حكومة أمريكية تُقدِّر حياتهم".

غارات كثيفة

استهدفت حملة الغارات الجوية الإسرائيلية حتى الآن المستشفيات والمساجد والمباني السكنية في أنحاء غزة، وتسببت في القضاء على عائلات بأكملها.

وحتى الآن، أُصِيب ما لا يقل عن 5339 فلسطينياً، إضافة إلى مقتل 1200 شخص. ومن غير الواضح عدد المباني التي هُدِّمَت؛ نظراً لأنَّ العدد يستمر في الارتفاع كل ساعة.

وفرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على القطاع المحاصر بالفعل، وقطعت الكهرباء والماء، ورفضت أيضاً طلبات السماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية. وهددت بقصف شاحنات المساعدات التي تحاول الدخول من الحدود المصرية مع غزة.

قصف عنيف على غزة / الأناضول
قصف عنيف على غزة / الأناضول

وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يوم الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول، إنَّ لديها إمدادات من الغذاء والماء تكفي لنحو 12 يوماً لنحو 200 ألف شخص يحتمون في مباني مدارسها. وفي حين أنَّ الحصار لا يُشكِّل بالضرورة جريمة حرب، لكن اللجوء للتجويع المُتعمَد للسكان المدنيين كتكتيك حرب يعد انتهاكاً لاتفاقيات جنيف.

ومع ذلك، لم يذكر بايدن أياً من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل ضد السكان المدنيين في غزة في خطابه يوم الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول.

"خطاب مروع"

المحلل السياسي جوش روبنر قال: "خطاب بايدن للأمة كان مروعاً؛ لأنه لم يعرب عن ذرة واحدة من القلق إزاء الخسائر في أرواح المدنيين الفلسطينيين، وجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي حالياً في قطاع غزة، والتحريض واسع النطاق. الإبادة الجماعية التي سمعناها في الأيام الأخيرة من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين".

وبدلاً من ذلك، قال بايدن بثقة: "إننا نتمسك بقانون الحرب". ومع ذلك، يقول الخبراء إنَّ الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما تاريخ طويل في انتهاك القانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب.

وعلّق زميل السياسة الأمريكية طارق كيني-الشوا قائلاً: "الولايات المتحدة من أكثر الدول التي تنتهك قوانين الحرب والقانون الدولي عامةً على نطاق عالمي منذ أسهمت بدور رائد في إنشاء ما يُسمَى بالنظام الدولي القائم على القواعد، خلال سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية".

وتابع كيني-الشوا: "أي شخص لا يزال يعتقد أن الولايات المتحدة ستلتزم بقوانين الحرب أو تحترم القوانين الدولية التي كتبتها، فهو يخدع نفسه".

تحميل المزيد