صرح مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أنه ليس لديه أي معلومات تؤكد ما نشرته الصحف الإسرائيلية وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حول "قيام عناصر حماس بقطع رؤوس الأطفال".
وانتشرت مزاعم عن قيام عناصر من كتائب القسام؛ الجناح المسلح لحركة حماس، بـ"قطع رؤوس العديد من الأطفال الإسرائيليين" خلال الهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
الجيش الإسرائيلي ينفي الادعاءات
وتواصل مراسل وكالة الأناضول هاتفياً مع مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي حول الموضوع، موجهاً له السؤال التالي: "بعد هجوم حماس، وردت أنباء عن وجود أطفال مقطوعة رؤوسهم من الجانب الإسرائيلي؟ هل يمكنك تأكيد ذلك أو تقديم معلومات حول هذا الأمر؟".
إذ نفى المكتب الادعاءات، وقال: "لقد اطلعنا على تلك الأخبار، لكن ليس لدينا أي تفاصيل أو تأكيد بشأنها".
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء، أن حركة حماس هاجمت إسرائيل "بوحشية غير مسبوقة منذ المحرقة" خلال الحرب العالمية الثانية، وأضاف نتنياهو في اتصال هاتفي مع بايدن: "نمر بأوقات عصيبة حالياً وتم خطف عشرات الأطفال وحرقهم وإعدامهم".
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تقدم على إعدام أو تعذيب الأسرى الإسرائيليين.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ظهرت فيه مستوطنة إسرائيلية تُدعى، روتيم، من مستوطنة "كفار عزة" قالت إن أول ما قاله مقاتلو المقاومة الفلسطينية عندما دخلوا بيتها، "لا تقلقي… نحن مسلمون"، في محاولة منهم لطمأنتها عندما كانت تختبئ في ملجأ مع أطفالها ثم تركوها دون أن يلحقوا بها أو بأطفال أذى.
في بداية المعركة، وجّه القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف المقاتلين بعدم إلحاق الأذى بالمسنين أو الأطفال والنساء، وهو ما تؤكده الشهادات المتتالية التي ينشرها إعلام الاحتلال للمستوطنين في "غلاف غزة"، على التزام المقاومين به.
كما ظهرت في تقرير للقناة "12" العبرية عبارة كتبها مقاتلو القسام في مستوطنة اقتحموها تقول: "القسام لا يقتل الأطفال". وتأتي هذه الشهادات في ظل القصف الوحشي الذي نفذه طيران الاحتلال، طوال الأيام الماضية، وأدى لاستشهاد مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
كما بث الإعلام العسكري لكتائب عز الدين القسام مقطعاً يظهر تعاملاً إنسانياً لأحد عناصرها من داخل منزل بمستوطنة في غلاف قطاع غزة؛ حيث كانت توجد سيدتان إسرائيليتان، إحداهما عجوز لا تقدر على الحراك، والأخرى فتاة جالسة بجوارها.
حيث حرص عنصر المقاومة الفلسطينية على ألا يقترب من السيدتين، بينما قال في كلمة إنهم دخلوا أراضي فلسطين المحتلة "التي دنسها العدو"، وهو اليوم الذي كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر منذ سنوات.
أضاف أن المقاومين تمكنوا من قتل المحاربين الذين واجههم خلال عملية اقتحام المستوطنات، لكنهم نفذوا وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تعاملهم من النساء والأطفال والضعاف.
كما قال عنصر المقاومة الفلسطينية: "نحن هنا ننفذ وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنحن -المسلمين المجاهدين- لا نقتل امرأة ولا مسنة ولا طفلاً ولا شيخاً ولا عابداً في صومعته، نحن اليوم قتلنا المحاربين وأبقينا النساء والأطفال".
عملية "طوفان الأقصى"
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وفي آخر حصيلة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 950، جراء استمرار غارات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع لليوم الخامس على التوالي، بدورها قالت "كتائب القسام" إنها أطلقت صاروخي أرض- جو من طراز "متبّر1" تجاه طائرات الاحتلال في سماء خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما تواصل بعض الدول الأوروبية عمليات إجلاء لمواطنيها من الأراضي المحتلة، بعد إعلان المقاومة الفلسطينية بدء عملية "طوفان الأقصى".