قصف الطيران الحربي الإسرائيلي 450 هدفاً في حي الفرقان، شمالي قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في وقت يتواصل فيه نزوح سكان القطاع من منازلهم بسبب القصف العنيف، ووصل عدد النازحين حتى صباح الأربعاء، 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى ما لا يقل عن 150 ألف شخص.
جيش الاحتلال قال في بيان نشره على منصة "إكس"، إن "عشرات الطائرات الحربية هاجمت قبل وقت قصير أكثر من 200 هدف في أنحاء حي الفرقان"، وأضاف: "هذا هو الهجوم الثالث في المنطقة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، والتي هاجم الجيش الإسرائيلي خلالها أكثر من 450 هدفاً في منطقة الحي".
زعم الجيش الإسرائيلي أن حي الفرقان هو "وكر" لحركة "حماس"، وقال إن الحي "تنطلق منه العديد من الأنشطة ضد إسرائيل"، كما هدد بأنه سيواصل العمل بقوة ضد البنى التحتية لحركة حماس، وأنه سيواصل موجات واسعة من الهجمات في قطاع غزة.
على إثر القصف الإسرائيلي العنيف والواسع على غزة، نزح سكان غربي القطاع فجر اليوم الأربعاء من منازلهم، وذكرت وكالة الأناضول أن "الجيش الإسرائيلي شن غارات مكثفة استهدفت شوارع ومنشآت مدنية غربي مدينة غزة".
شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة مجمع أنصار وشارع الرشيد والشريط الساحلي غربي المدينة، وشرع سكان الأحياء الغربية بالمدينة بالنزوح من مساكنهم لوسط المدينة تحت قصف الطيران الإسرائيلي، واضطرت عائلات بأكملها لمغادرة منازلها.
في سياق متصل، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن القصف الإسرائيلي تسبب بنزوح نحو 150 ألف شخص في قطاع غزة.
أضاف بوريل في تصريح صحفي عقب اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، أن "الوضع الإنساني المتردي في غزة يتطلب المزيد من المساعدة للشعب الفلسطيني".
كما أشار بوريل إلى أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، "متفقون على ضرورة ممارسة إسرائيل حقها في الدفاع عن النفس، وفقاً للقانون الإنساني الدولي"، بحسب قوله، لافتاً إلى أن الوزراء اتفقوا على إدانة أي هجوم يستهدف المدنيين، وأنهم أكدوا على ضرورة إطلاق سراح المحتجزين واحترام القانون الإنساني الدولي.
بوريل أوضح أنه يجب ألا يكون هناك انقطاع للمياه أو الغذاء أو الكهرباء، داعياً إلى فتح ممرات إنسانية "كي يتمكن الناس من الهروب من القصف باتجاه مصر".
في هذا الصدد، قالت الأمم المتحدة إن قطع إسرائيل الكهرباء والمياه عن غزة قد يؤدي لانقطاع الوقود عن محطة توليد الكهرباء خلال الأيام المقبلة، ولنقص المياه عن أكثر من 610 آلاف شخص.
وفجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
تمكن مقاتلو الفصائل الفلسطينية من اجتياز الفاصل الحدودي والوصول إلى العديد من المستوطنات في غلاف غزة، وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في وقت متأخر الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن عدد القتلى الإسرائيليين وصل إلى 1200، فضلاً عن إصابة 2900 آخرين، منذ بدء التصعيد السبت الماضي عقب انطلاق معركة "طوفان الأقصى".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشارت في أحدث إحصائية لها أن عدد الشهداء في القطاع جراء الضربات الإسرائيلية وصل إلى 900 شهيد، منهم 260 طفلاً و230 سيدة، إضافة إلى إصابة 4500 مواطن بجراح مختلفة.