قالت صحيفة Maariv في تقرير نشرته السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إنه وبعد ساعات من الهجوم المفاجئ على إسرائيل في الجنوب، أصبح العشرات على الأقل في عداد المفقودين، وقد كان هناك جزء كبير من المفقودين يشاركون في حفل أُقيم مساءً داخل مستوطنة بغلافٍ غزة.
إذ كتبت واحدة من مستخدمات الإنترنت: "نحن نبحث عن أصدقائنا الذين كانوا يحضرون حفلاً بالنجف في غلاف غزة الليلة الماضية"، وأردفت: "إذا رآهم أي شخص أو كان على علم بوضعهم، فليتواصل معنا رجاءً".
أرفقت المستخدمة صور أصدقائها مع التعليق المؤثر. بينما كتب مستخدم آخر، يبدو أنه كان من منظمي الحفل، عن المفقودين: "سوف نستغل قوة الشبكات الاجتماعية. لقد فقدنا كل اتصالنا بهم يا أصدقاء. وكل معلومة ستكون مهمة، لقد انقطع الاتصال بهم منذ عدة ساعات".
مفقودون في إسرائيل بسبب طوفان الأقصى
في محاولةٍ لتحديد مواقع المفقودين، أنشأ المواطنون عدة مجموعات على واتساب تضم آلاف المشاركين خلال الساعات الماضية، ويحاولون حالياً إعداد سجل بأسماء المفقودين.
بينما قالت واحدة من سكان مستوطنة نيريم لصحيفة Maariv إنه "لم يعد هناك أي قوة عسكرية في المستوطنة، والجميع يدافعون عن منازلهم". وأضافت كذلك أنها سمعت طرقات على النافذة الحديدية للملجأ الذي تختبئ فيه، وتخشى أن يكون المسلحون قد وصلوا إليه.
في الوقت نفسه، قال موقع Ynet في تقريره الذي نشره كذلك يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إن المئات قضوا صباح السبت في حفل وسط الطبيعة بمستوطنة رعيم في غلاف غزة، قبل نجاتهم بأعجوبة عقب الهجوم المفاجئ للفصائل المسلحة الفلسطينية.
وقال ليور، الذي حضر الحفل ويختبئ داخل المنطقة مع تسعة آخرين، لموقع Ynet: "لا نفهم ما يحدث، نحن مختبئون ونسمع أصوات الرصاص فحسب. نحن في مكان ما داخل كيبوتس منطقة نيريم، ولسنا بعيدين عن السيارات، لكنهم يقولون إنهم عثروا على جثة في المكان، ولهذا نخشى التوجه إلى هناك". شاهد المقطع التالي:
يُظهر المقطع مئات الناس وهم يركضون في منطقة صحراوية مفتوحة، بينما تعرض سيارة مارة المساعدة في نقلهم. واختبأ بعض رواد الحفل في المناطق القريبة خشية وجود مسلحين في الجوار.
حضر أوري الحفل قبل أن يجري اصطحابه إلى مستشفى برزيلاي مصاباً بشظية في يده. وقال أوري: "لقد كانت مذبحة. أطلق الإرهابيون النار علينا من مسافة قريبة. لقد رأيت الكثير من القتلى بجواري. وقد شاهدنا الإرهابيين وهم يطلقون النار من مسافة قريبة. بينما اختبأت أنا في سيارتي لمدة ساعتين حتى وصلت مركبة الجنود، الذين أخرجوني من المكان واصطحبوني إلى المستشفى".
إسرائيلي يحكي كواليس هجوم عناصر القسام عليهم
كان أوري (22 عاماً) من تل أبيب موجوداً في حفل رعيم مع أصدقائه، وغادر عندما بدأ إطلاق الصواريخ. وأثناء هروبه، عَلِق أصدقاء أوري وسط نيران المسلحين، قبل أن يلقى صديقه حتفه.
وقالت والدته لموقع Ynet: "لقد اتصل وأخبرنا أنهم يفرون وأن هناك أصوات رصاص، ثم انقطع الخط. ثم أخبرنا أنهم أصيبوا بعد بضع دقائق. أُصيب أوري في يده، بينما أصيب صديقه بطلقة أو شظية في الرأس. وقد حاول إنقاذه وسمعناه عبر الخط وهو يحاول، لكن نبض صديقه توقف. وظل في السيارة لثلاث ساعات حتى أنقذوه. لقد رأى صديقه يموت أمام عينيه، وبكى وصرخ. ولم تصل الشرطة للمساعدة سوى بعد بضع ساعات. وفي النهاية، ساعده مدني مسلح على الخروج من المكان والوصول إلى مستشفى برزيلاي".
وقال نير بيلشيك، الذي كانت ابنته نعوم (23 عاماً) في الحفل: "ابنتي تختبئ في الغابة مع خمسة أشخاص آخرين في انتظار الإنقاذ. لقد أُطلق الرصاص صوب سيارتهم. وأصيب صديقها بطلقة في الكتف، وهم ينتظرون الآن. وتقول إن صوت الرصاص صار بعيداً عنهم نسبياً، لكنهم يخشون الخروج. وقد رأت امرأة في الحفل وهي تصاب برصاصة في المعدة أمامها مباشرةً. اتصلت بنا في السابعة صباحاً وسمعنا صوت صراخ، ثم فقدنا الاتصال بها لمدة ساعتين".
شهادات من إسرائيليين
بينما قال إيلان (26 عاماً)، الذي كان حاضراً في الحفل: "لقد شعرت بالإنهاك وكنت نائماً في السيارة. ثم استيقظت وقت الشروق على أصوات الانفجارات. قضيت فترة خدمتي العسكرية بالكامل في غزة ولم أرَ شيئاً كهذا من قبل. حلّقت مئات الصواريخ فوق رؤوسنا، لدرجة أن آثار الصواريخ غطّت كل شبر في السماء. وجاء صديقي إلى السيارة قائلاً: هيا لنخرج من هنا. وتساقطت الصواريخ حولنا من كل مكان أثناء قيادتنا السيارة نحو وسط البلاد".
وتابع إيلان: "رأينا دراجة نارية وجثة ملقاة بجوارها شمال كفار عزة. وظننا أن أحدهم دهس الرجل، ولم نتصور اختراق المسلحين للمنطقة. وعندما توقفنا لمساعدته، أطلقوا النار علينا. ونظرنا لنجد شخصين يحملان بنادق إم-16 على بعد 20 أو 30 متراً. فاستدرنا بشكل مفاجئ لتصطدم بنا السيارة القادمة من الخلف بقوة، بينما دوت أصوات الرصاص في الخلفية. وأدركنا أننا لن نتمكن من المواصلة بسيارتنا، فبدأنا نركض في وضع الانحناء لنهرب من الرصاص. لقد زحفت بكل قوتي حتى وصلت إلى السيارة الثالثة خلفنا، وكان بابها مفتوحاً. ودخل صديقي إلى السيارة مع امرأة أُصيبت برصاصة في الفخذ. وأنقذنا سائق السيارة أثناء إطلاقهم النار في اتجاهنا".
وأضاف إيلان: "اتصلت بالشرطة وشعرت أنني أول شخص يتحدث إليهم. لم يفهموا ما كنت أتحدث عنه. ولم يستوعبوا أنني أتحدث عن اختراق مسلحين وجثث في الشارع".
بينما قال ماتان، الذي كان شقيقه في الحفل وتعرض للإصابة: "كان أخي في حفل رعيم. وما أعرفه هو أن عبوةً ناسفة ضربت سيارته. وعثروا عليه مصاباً بإصابة خطيرة مع ثلاثة آخرين. وما أفهمه هو أن هناك العديد من الإرهابيين في المكان، ولهذا لا نستطيع التواصل معهم بشكلٍ مستمر".
وأردف ماتان: "أنا في طريقي إلى الحفل لإنقاذه، لقد أُصيب في ظهره. لكن حالته تعد بسيطة بالنسبة للثلاثة الآخرين. ولم ترد الشرطة على الاتصالات منذ ثلاث ساعات، ولا أحد يتوجه إلى المكان. ولهذا ليس لدينا خيار سوى الذهاب لإنقاذه من وجهة نظرنا".
يُذكر أن العديد من المصابين في حفل رعيم وصلوا إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع. وقالت واحدة منهم: "سمعنا صراخاً يقول: الإرهابيون، الإرهابيون. فبدأنا في الركض حتى ضللت أنا وزوجي الطريق في مكان مجهول. لقد تعرضنا للهجوم من كل الاتجاهات. ومع فقدان السيطرة على الوضع، سحب أحد رجال الشرطة سلاحه وأمرنا بالهروب. لقد كنا أشبه بالبط في ساحة الصيد".