نقل تقرير إخباري كوري جنوبي عن مصدر حكومي، الخميس 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن كوريا الشمالية أوقفت المفاعل النووي في مجمعها النووي الرئيسي "ربما لاستخراج البلوتونيوم"، الذي يمكن استخدامه في صنع الأسلحة عن طريق إعادة معالجة قضبان الوقود المستهلك.
وذكر التقرير أنه وفقاً لتقييم استخباراتي أجرته السلطات الأمريكية والكورية الجنوبية، فإن تشغيل المفاعل النووي الذي تبلغ طاقته 5 ميغاوات في مجمع "يونجبيون" النووي، قد تم تعليقه منذ أواخر سبتمبر/أيلول المنصرم.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة "دونجا إلبو" عن مصدر حكومي القول "تعتقد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن هذا قد يكون مؤشراً على إجراء أعمال إعادة معالجة للحصول على بلوتونيوم صالح للاستخدام في صنع الأسلحة".
ونقلت دونجا إلبو عن المصدر الحكومي الكبير قوله "إن احتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية ليس مستبعداً"، دون الخوض في تفاصيل.
يشار إلى إعادة معالجة قضبان الوقود المستهلك التي تتم إزالتها من مفاعل نووي هي خطوة يتم اتخاذها قبل استخراج البلوتونيوم.
كما يشار إلى أن مجمع "يونجبيون" النووي هو المصدر الرئيسي لكوريا الشمالية للبلوتونيوم، الذي من المحتمل أن تستخدمه في صنع أسلحة نووية.
وتشغّل كوريا الشمالية كذلك منشآت لتخصيب اليورانيوم، وهو مصدر منفصل للمواد التي يمكن استخدامها لصنع الأسلحة النووية.
ترسيخ السياسة النووية
كانت كوريا الشمالية قد تبنّت في أواخر سبتمبر/أيلول المنصرم، تعديلاً للدستور لصياغة سياستها بشأن القوة النووية، فيما تعهد زعيم البلاد بتسريع إنتاج الأسلحة النووية، لردع ما وصفها بـ"الاستفزازات" من جانب الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية آنذاك.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، أن الجمعية الشعبية العليا (البرلمان) اعتمدت بالإجماع في اجتماع استمر يومين وانتهى الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2023، مراجعة الدستور، لينص على تطوير كوريا الشمالية "أسلحة نووية فائقة، لضمان حقوقها في الوجود ولردع الحرب".
وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في كلمة أمام البرلمان إن "سياسة بناء القوة النووية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية صارت دائمة، باعتبارها القانون الأساسي للدولة، والذي لا يجوز لأحد أن ينتهكه بأي شيء".
ودعا كيم إلى "تعزيز استثنائي لإنتاج الأسلحة النووية وتنويع وسائل توجيه الضربات النووية ونشرها في مختلف الخدمات"، قائلاً إن الولايات المتحدة ذهبت إلى أقصى الحدود في استفزازاتها العسكرية، من خلال التدريبات ونشر أصول استراتيجية في المنطقة.
وجاء هذا التعديل بعد عام من إقرار كوريا الشمالية رسمياً في القانون الحق في استخدام ضربات نووية استباقية لحماية نفسها، وهي خطوة قال كيم إنها ستجعل وضعها النووي "لا رجعة فيه".