شهدت إسطنبول اجتماعاً بين ممثلي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا بشأن صراع منطقة "قره باغ" الأذربيجانية في سبتمبر/أيلول 2023، وذلك قبل أيام من بدء الاشتباكات الأخيرة في الإقليم، حسبما قال الكرملين، الأربعاء 4 أكتوبر /تشرين الأول 2023.
حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، الأربعاء، إن دبلوماسياً روسيّاً شارك في الاجتماع المذكور بمدينة إسطنبول التركية.
جاء ذلك، تعليقاً على تقارير إعلامية عن محادثات "سرية" بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث قال بيسكوف، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الروسية موسكو، إن "المحادثات بشأن قره باغ جرت بالفعل، لكن لم يحدث ذلك كما وصفته وسائل الإعلام الغربية".
وبشكل منفصل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أيضاً هذه الاتصالات، قائلةً إن ممثلين من بروكسل وموسكو وواشنطن أجروا "تبادلاً عادياً لوجهات النظر بشأن قره باغ خلال الاجتماع"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق جيش أذربيجان عملية لتحرير أراضيه المحتلة في قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ينص على استعادة باكو السيطرة على مناطقها المحتلة.
وبعد 3 سنوات من انتهاك المجموعة المسلحة في الإقليم للاتفاقات، أطلقت أذربيجان عملية عسكرية جديدة في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، انتهت في اليوم التالي بنزع سلاح المجموعات المسلحة التابعة للكيان الأرمني وحل الكيان نفسه.
تقارير عن اجتماع سري
وكانت مجلة Politico الأمريكية قالت الأربعاء نقلاً عن دبلوماسي أمريكي بارز، إن مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اجتمعوا في تركيا بمسؤولين من روسيا لإجراء محادثات طارئة غير معلنة بشأن الأزمة في ناغورنو قره باغ، وذلك قبل أيام فقط من الهجوم العسكري الذي شنته أذربيجان الشهر الماضي، للسيطرة على المنطقة من الانفصاليين الأرمن الذين تحصنوا فيها.
عُقد الاجتماع خارج البرامج الرسمية المعلنة، ولم ينجح في حل الأزمة، إلا أنه يُعد أحد الاتصالات النادرة التي جرت بين موسكو والغرب لمناقشة مخاوف أمنية ذات شأن، منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إلى تقليص العلاقات الدبلوماسية بين الغرب وروسيا.
وقال الدبلوماسي الأمريكي المطلع إن الاجتماع عُقد في 17 سبتمبر/أيلول بإسطنبول، في سياق الجهود التي بُذلت للضغط على أذربيجان من أجل إنهاء حصارها المستمر منذ 9 أشهر على المنطقة الانفصالية، والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية من أرمينيا. وأشار الدبلوماسي إلى أن الاجتماع ركز على مناقشة "السبل اللازمة لتحريك الشاحنات التي كانت تسد الطرق"، وإيصال إمدادات الغذاء والوقود إلى سكان المنطقة الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف نسمة.
ومثَّل الولايات المتحدة في الاجتماع كبير مستشاري واشنطن لشؤون منطقة القوقاز، لويس بونو، وأوفد الاتحاد الأوروبي ممثلَه في المنطقة، تويفو كلار. أما روسيا، فأرسلت مبعوث الكرملين الخاص لشؤون العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، إيغور خوفاييف.
وصارت هذه الاجتماعات الرفيعة المستوى بين روسيا والغرب نادرة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
حيث التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجهاً لوجه في شهر مارس/آذار، على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الهند، إلا أن موسكو شددت حينها على أن المسؤولين تبادلا حديثاً عابراً "أثناء التنقل" ولم يشهد حديثهما أي مفاوضات تتعلق بأوكرانيا.