تعرّض المرشح المُحتمل لانتخابات الرئاسة في مصر، أحمد الطنطاوي، الأربعاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لمضايقات من قبل أنصار للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعرض خلالها للدفع مرات عدة، فيما كشف حساب "صحيح مصر"، أن مسؤوليْن في حزب مقرب من السلطة اعترضا طريق الطنطاوي.
جاء ذلك خلال محاولة الطنطاوي الوصول إلى مقر الشهر العقاري في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وذلك في وقت يواصل فيه أنصاره محاولات جمع التوكيلات اللازمة للترشح للانتخابات، وتشكو حملة الطنطاوي من تعرض المواطنين لعقبات عندما حاولوا عمل توكيلات لترشيحه للانتخابات المزمع عقدها في ديسمبر/كانون الأول 2023.
مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، وأظهرت الطنطاوي محاطاً بعدد من أنصار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهم يصرخون في وجهه ويرفعون صور السيسي، كما أنه تعرّض للدفع من قبلهم مرات عدة، من أجل منعه دخول منطقة الشهر العقاري.
من جانبه قال حساب "صحيح مصر" لتدقيق الأخبار في موقع "إكس" إنه كشف هوية اثنين من ضمن الأشخاص الذين اعترضوا الطنطاوي وأعضاءً من حملته الانتخابية، وقال إن الشخص الأول هو ماجد دياب، أمين مساعد "حزب مستقبل وطن" (المقرب من الحكومة) في محافظة الشرقية.
في حين أن الشخص الثاني هو عدلي باشا، أمين "حزب مستقبل وطن" في مركز الزقازيق، وظهر في الفيديو وهو يقول للطنطاوي: "مش عايزينك"، وبحسب "صحيح مصر" فإن البعض هدد الطنطاوي بالقول: "لو بتحب الناس اللي معاك ما تخشش". في إشارة إلى منطقة الشهر العقاري.
يأتي هذا فيما يشارك الطنطاوي، مؤيديه في بعض المحافظات، بجمع التوكيلات المطلوبة لتمكينه من خوض الانتخابات، وقد نظم جولات على مقرات الشهر العقاري بمحافظتي القاهرة والجيزة؛ في محاولة لطمأنة مؤيديه بعد أيام من منعهم من تحرير توكيلات التأييد، والانتهاكات التي تعرضوا لها.
في حديثه عن المضايقات التي تتعرض لها حملة الطنطاوي لجمع 25 ألف توكيل لازم للسماح للمرشح بخوض الانتخابات، قال أحمد عابدين، المستشار السياسي لحملة الطنطاوي، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست": "إحنا مستمرين بجمع التوكيلات، بنواجه الاعتقالات بالإصرار والعزيمة، وهنكمل في إصرارنا على الوصول للانتخابات الرئاسية في مصر".
أشار عابدين إلى أنهم ماضون في "جمع التوكيلات كل يوم، للانتهاء من العدد المطلوب لخوض الانتخابات الرئاسية، وهو 25 ألف توكيل على مستوى الجمهورية"، وأكد أن الحملة تتلقى آلاف الرسائل الداعمة، "وأنهم ماضون في تلبية طموح الشعب المصري"، على حد قوله.
كذلك ذكر عابدين أن "هناك الآلاف من الشباب المصري يعوّلون على الطنطاوي في تحريك المياه الراكدة في البلاد، وإنهم في حملة الطنطاوي لن يخذلوا الشعب المصري الذي يطمح إلى تغيير يحقق لهم تغيرات ملموسة في الواقع السياسي وكذلك الواقع الاقتصادي".
من جانبها، نفت الهيئة الوطنية للانتخابات، في بيان لها، ما وصفته "بالشائعات والأكاذيب والتطاول غير المقبول على عملها في الإشراف على الانتخابات الرئاسية"، قائلة: "لا توجد مخالفات أو محاباة أو مضايقات بشأن الحصول على التوكيلات"، بحسب قولها.
كان السيسي قد أعلن، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترشّحه لولاية رئاسية ثالثة، ما أثار انقساماً بين المصريين بين مؤيد لترشيحه ومعارض له، وخرج مصريون في احتجاجات عقب إعلان السيسي عن ترشحه، فيما خرج آخرون من مؤيديه للشوارع لتأييده.
كان السيسي قد أثار، الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دهشة كبيرة وردود أفعال غاضبة، عندما قال بالعامية المصرية: "أنا ممكن أهد (أدمّر) البلد بباكتة (لفافة مخدرات) وشريط ترامادول (نوع من الدواء يستخدم كمخدر)، وألف جنيه أديهم (أعطيهم) لـ100 ألف واحد".
ذكّر هذا التصريح المصريين بتعبير "الطرف الثالث" الذي كانت تستخدمه السلطات بعد ثورة 2011، لوصف أشخاص مجهولين لم يُعرف من يقف وراءهم، كانوا يعتدون بعنف على المتظاهرين في الشوارع.