تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقاطع فيديو توثق تظاهر العشرات من أهالي مدينة مرسى مطروح شمالي مصر، وهم يهتفون ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطالبين بـ"إسقاط النظام"، وقد تخلل التظاهرات حرق صور الرئيس المصري في مشاهد لم يشهدها الشارع المصري منذ سنوات طويلة.
المظاهرات التي اندلعت ضد السيسي جاءت مباشرة عقب إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ترشحه لفترة رئاسية جديدة، داعياً المصريين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر/كانون الأول 2023. رغم ما قام به حزب مستقبل وطن "القريب من السلطة" بحشد المئات من المواطنين في مطروح من أجل التظاهر لدعم السيسي ودعوته إلى خوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى.
المقاطع التي انتشرت على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، شهدت كذلك هتافات للمرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية أحمد الطنطاوي، حيث ردد المتظاهرون شعارات داعمة للطنطاوي الذي يسعى لجمع التوكيلات المطلوبة منه من أجل خوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي.
كذلك وثقت المقاطع قيام مواطنين بتحطيم لافتات عليها صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسط فرحة عارمة تخللها إطلاق "شماريخ" في السماء وكذلك هتافات مناهضة للسلطة، فيما لم تتضمن مقاطع الفيديو أي وجود للشرطة على الإطلاق في هذه التجمعات.
تضمنت الفيديوهات قيام مجموعة من الشباب بإلقاء لافتات عليها صور الرئيس المصري على الأرض ثم داسوا عليها بأقدامهم، وسط ترديد شتائم وسباب للرئيس المصري.
كان السيسي قد قال في كلمته بفعاليات اليوم الثالث والأخير من "مؤتمر حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز"، المنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة: "عقدت العزم على ترشيح نفسي (…) في مدة رئاسية جديدة"، وأضاف: "إن عزائمنا لم تلِن أو تضعف أمام كل هذه التحديات، بل أعلن أبناء مصر وبناتها عن أنفسهم وخاضوا معركة بناء مصر وحققوا لها الإنجاز، محققين المجد والفخر الوطني"، وأضاف: "وقد كانت إرادة المصريين- وما زالت- المحرك الرئيسى والباعث الأساسى لاستكمال الحلم في بناء دولتنا العصرية الحديثة التي تليق بما قدمه شعب مصر من تضحيات".
تابع الرئيس المصري في كلمته: "شعب مصر العظيم ونحن على أعتاب جمهوريتنا الجديدة التي تسعى لاستكمال مسيرة بناء الدولة على أسس الحداثة والديمقراطية، إننا نجدد العهد معاً للعمل على استكمال الحلم لمصرنا العزيزة".
في سياق متصل قالت وسائل إعلام مصرية إن الآلاف من المصريين الداعمين للرئيس عبد الفتاح السيسي، نزلوا إلى الشوارع، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مناطق متفرقة من البلاد، مطالبين بترشحه لولاية ثالثة على رأس السلطة منذ 2014 بعدما أطاح بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي عبر انقلاب عسكري.
بحسب موقع "اليوم السابع"، فإن الآلاف اجتمعوا في مدن الأقصر وأسيوط ودمياط والسويس وسوهاج وغيرها، وطالبوا السيسي بالترشح "لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة واستكمال مسيرة الإنجازات التي بدأها"، على حد قوله.
تحذيرات من إعاقة التوكيلات
من جهة أخرى حذرت الحركة المدنية الديمقراطية من عواقب استمرار ما وصفته بـ"الانتهاكات الفاضحة" أمام مقار الشهر العقاري لمنع مؤيدي المرشحين المعارضين من تحرير توكيلات لخوض الانتخابات الرئاسية.
وقال بيان صادر عن الحركة، إنه في أعقاب الاجتماع الذي عقدته بمقر حزب المحافظين، مساء السبت، اتفق الحضور على الإدانة القاطعة لاستمرار مظاهر الانتهاكات الفاضحة والفجة بحق المواطنين الراغبين في القيام بعمل توكيلات للمرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة القادمة من المنتمين للأحزاب المعارضة.
وترى الحركة -حسب البيان- أن هذه البداية تتناقض بشكل صارخ مع أبسط مطالب نزاهة وحرية الانتخابات، وهو ضمان الحق في الترشح واحترام حق المصريين في دعم المرشح الذي يختارونه.