قالت وكالة بلومبرغ الإخبارية، في تقرير نشرته مساء الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن السيناتور الأمريكي روبرت مينينديز سوف يمثل أمام المحكمة بتهم الفساد في 6 مايو/أيار 2024، أي قبل شهر من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية، في الوقت الذي يصر فيه على البقاء بمجلس الشيوخ رغم دعوات استقالته بسبب اتهامات اتحادية له بقبول رِشى.
حيث يواجه النائب الديمقراطي من ولاية نيوجيرسي وزوجته اتهامات بحماية ثلاثة رجال أعمال أمطروهما بهدايا من سبائك الذهب ومئات الآلاف نقداً وأقساط الرهن العقاري وسيارة مرسيدس مكشوفة وخدمة مصالح مصرية.
وتم الكشف عن التهم الموجهة ضد مينينديز (69 عاماً)، في 22 سبتمبر/أيلول 2023، في ذروة تحقيق فساد واسع النطاق ضد السيناتور، الذي كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية قبل أن يُجبر على التنحي بسبب الاتهامات.
اقرأ أيضاً
معلومات سرية في قضية السيناتور الأمريكي
من جانبه وضع القاضي الجزئي الأمريكي سيدني ستاين يوم الإثنين جدولاً زمنياً طموحاً للقضية التي ستتضمن كمية كبيرة من الأدلة، من ضمنها معلومات يحتمل أن تكون سرية.
"دعونا نحرك هذه القضية"، حث القاضي الجزئي الأمريكي سيدني ستاين محامي الادعاء والدفاع في مؤتمر للمحكمة في مانهاتن.
ويثير الموعد السريع للمحاكمة احتمالاً خارجياً بأنه قد يكون هناك حكم قبل أن يتوجه الناخبون في نيوجيرسي إلى صناديق الاقتراع للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 4 يونيو/حزيران. وقال ممثلو الادعاء إن المحاكمة قد تستمر ستة أسابيع. ورفض مينينديز الدعوات للتنحي وسط التحقيق.
مينينديز وزوجته نادين مينينديز متهمان مع وائل حنا، مؤسس شركة مستوردة للحوم الحلال؛ وفريد دعيبس، الرئيس السابق لبنك مارينر في نيوجيرسي؛ ورجل الأعمال من نيوجيرسي خوسيه أوريبي. وقد اعترف جميع الجميع بأنهم غير مذنبين
وهذه ثالث مرة يخضع فيها مينينديز لتحقيق من ممثلي الادعاء الاتحاديين. ولم تتم إدانته قط. وتنحى مينينديز، وهو أحد عضوين بمجلس الشيوخ يمثلان ولاية نيوجيرسي، عن رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، وهو ما تقتضيه قواعد حزبه. لكنه يصر على براءته، ورفض دعوات عدد من زملائه الديمقراطيين في مجلس الشيوخ للاستقالة.
اقرأ أيضاً
مينينديز يرفض الاستقالة
في سياق متصل فقد غادر السيناتور الأمريكي بوب مينينديز اجتماعاً مغلقاً مع زملائه الديمقراطيين مصراً على البقاء بمجلس الشيوخ رغم دعوات استقالته بسبب اتهامات اتحادية له بقبول رِشى.
وقال مينينديز لشبكة (سي.إن.إن) عقب الاجتماع الذي استمر قرابة ساعة: "سأواصل الإدلاء بصوتي نيابة عن الناس في نيوجيرسي مثلما فعلت على مدى 18 عاماً، وأنا متأكد من أنهم عندما يحتاجون إلى هذه الأصوات، سيبحثون عني للإدلاء بها".
وكرر السيناتور الديمقراطي جو مانشين مراراً أمام الصحفيين، أن مينينديز قال خلال ذلك الاجتماع، إنه لن يستقيل. وأضاف مانشين أن أياً من أعضاء مجلس الشيوخ لم يطرح أسئلة على عضو مجلس الشيوخ البالغ من العمر 69 عاماً.
وتنحى مينينديز مؤقتاً عن رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس وحل محله السيناتور الديمقراطي بن كاردين.
ورفض كثير من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين التعليق للصحفيين لدى مغادرتهم اجتماع الخميس.
وقال السيناتور جون فيترمان، أحد أكثر الديمقراطيين صراحة في المطالبة بالاستقالة، للصحفيين إنه لم يحضر الاجتماع الذي عقد في وقت الغداء. لكنه أضاف أن مينينديز "يواصل مستوى مذهلاً من الغطرسة". وأضاف: "أرغب في المضي قدماً بكل السبل المتاحة" لإجبار مينينديز على المغادرة، وضمن ذلك التحرك في مجلس الشيوخ بكامل هيئته لطرده من المجلس.
دعوات لاستقالة مينينديز
يتطلب الأمر تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 لإقالة أحد الأعضاء. وحدث ذلك 15 مرة فقط في تاريخ الولايات المتحدة، 14 منها كانت خلال الحرب الأهلية الأمريكية لدعم الكونفدرالية.
ودعا 27 عضواً بمجلس الشيوخ على الأقل، في تجمع يضم 51 عضواً، وهو عبارة عن ديمقراطيين وثلاثة مستقلين يصوتون معهم عادة، إلى استقالة مينينديز. ومن بين المطالبين بالاستقالة ديك دوربين، الرجل الثاني في الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ.
وانضم إلى الدعوة جاري بيترز، رئيس لجنة الحملات الانتخابية للديمقراطيين في مجلس الشيوخ والسيناتور كوري بوكر العضو الآخر الممثل لولاية نيوجيرسي مع مينينديز في مجلس الشيوخ.
وقال تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، أمس الأربعاء، إن سلوك مينينديز كان أقل من المستوى المناسب لعضو في المجلس، لكنه لم يطالبه بالاستقالة.
وقال ممثلو الادعاء إن مينينديز وزوجته نادين قبلا سبائك ذهبية ومئات الآلاف من الدولارات في مقابل استغلال نفوذهما للتدخل في تحقيقات إنفاذ القانون مع ثلاثة رجال أعمال من نيوجيرسي ومساعدة الحكومة المصرية. ودفع السيناتور وزوجته ببراءتهما أمام المحكمة.