برأت محكمة مصرية، سيدة اتُّهمت بقتل طفلها وتقطيع جثمانه وطهي أجزاء من جسده وتناول بعضها، في قضية وصفتها وسائل إعلام مصرية بأنها من بين "أغرب وأبشع" حوادث القتل في مصر، وأشارت المحكمة إلى أن قرارها جاء بعدما تبين أن الأم تعاني من مشكلة عقلية.
وسائل إعلام مصرية نشرت السبت 30 سبتمبر/أيلول 2023، تفاصيل الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية بخصوص القضية المعروفة بقضية "سيدة فاقوس".
المحكمة قالت إنها قضت ببراءة المتهمة "هناء. ح" البالغة من العمر 37 عاماً، من التهم المنسوبة إليها؛ "لكونها تعاني من آفة عقلية"، مضيفةً أنه تقرر إيداع السيدة في إحدى منشآت الصحة النفسية، إضافة إلى إحالة الدعوى إلى المحكمة المدنية المختصة.
جاء هذا الحكم بعد 12 جلسة متتالية، وأوضح منطوق الحكم أن "هيئة المحكمة ناقشت الشهود، والمتهمة، واستمعت لمرافعة النيابة العامة والدفاع، وكذلك مناقشة اللجنة الخماسية المُشكلة من أساتذة الطب النفسى بجامعتي الزقازيق والمنصورة، واللجنة الثلاثية المشكّلة من أطباء مستشفى العباسية للأمراض النفسية".
تقرير الطب النفسي الشرعي حول قضية الأم، أوصى بأن "المتهمة كانت تعانى وقت ارتكاب الجريمة من أعراض اضطراب ذهاني، أفقدها الاستبصار والحكم الصائب على الأمور مع وجود قصور في القدرات العقلية"، بحسب ما أورده موقع "المصري اليوم".
أضاف التقرير أن الأم "ارتكبت جريمتها تحت تأثير حالتها المرضية وهي فاقدة للإدراك والإرادة، وتعتبر غير مسؤولة عن فعلها الإجرامي المذكور".
في حين أفاد التقرير الطبي النفسي والعقلي الذي أعدته لجنة ثلاثية بمستشفى العباسية، بأن "المتهمة لا تعاني في الوقت الحالي، ولا في وقت ارتكاب الواقعة من أي اضطراب نفسي أو عقلي يفقدها أو ينقصها الإدراك والاختيار، ومعرفة الخطأ من الصواب والتمييز والحكم على الأمور، مما يجعلها مسؤولة عن الاتهام المسند إليها.
تعود القضية إلى أبريل/نيسان 2023، عندما "اتُّهمت هناء بقتل ابنها الطفل "سعد. س" 5 سنوات، عمداً مع سبق الإصرار، وعقدت النية وبيّتت العزم على قتله؛ لخوفها من أن يأخده طليقها والد الطفل منها".
بحسب موقع "المصري اليوم"، فإن "المتهمة أقرت في التحقيقات أمام نيابة الشرقية بارتكابها جريمة قتل الطفل المجني عليه عمداً مع سبق الإصرار".
أوضحت السيدة أنها "كانت متزوجة بوالد المجني عليه، ونشبت بينهما خلافات نتيجة سوء معاملته وأهله لها وللمجني عليه، فحصلت على حكم بتطليقها منه ثم انتقلت وبرفقتها الطفل المجني عليه للإقامة مع ذويها، ثم انتقلت والمجني عليه إلى منزل مجاور لذويها غير مؤهل للسكن، لتقيم منفردة به إمعاناً في الحفاظ عليه ومراعاة له، حتى انتقلت للسكن بالمنزل محل الواقعة والذي شيدته بإرثها من والدها، وكانت تحوطه دوماً بالرعاية وتحاول حمايته حتى كانت ترتاب إطعام أي أحد له؛ خوفاً من أن يكون الطعام متسخاً".
أضافت المتهمة أن "طليقها حاول أخذ المجني عليه منها مرتين (…) وأنه أمام خوفها من أن يبعد عنها مطلقها المجني عليه وإحساسها بالعجز عن حمايته فكرت في قتل نفسها والمجني عليه، وظلت تراودها مخاوف إبعاد المجني عليه عنها، فقررت قتله".
أشارت الأم إلى أنها بعدما قتلت طفلها "قطعته لأشلاء وأذابت بعضها بطهيها، وفي سبيل إخفاء الجثمان تناولت بعض ما طهته منه، ثم قامت بإخفاء باقي الأشلاء بدفنها مساء اليوم التالي".