قرر نواب فرنسيون السبت 30 سبتمبر/أيلول 2023 رفع شكوى ضد الصحفي باسكال برود، لدى الهيئة التنظيمية للاتصالات السمعية والبصرية والرقمية بعد أن ربط بين انتشار "بق الفراش" في الأماكن العامة، والنظافة الشخصية للاجئين غير النظاميين بفرنسا، ووصفوا تلك التعليقات بـ"العنصرية".
خلال برنامج على قناة "سي نيوز" المحلية، ربط برود بين انتشار بق الفراش، وتزايد عدد المهاجرين غير النظاميين في فرنسا، مسوغاً ذلك "بقلة نظافتهم الشخصية مقارنة بالمقيمين؛ بسبب التشرد وصعوبة الوصول للمرافق الصحية".
صحفي فرنسي يهاجم المهاجرين وانتقادات تطاله
قال برود في بداية الحلقة: "هل نعرف لماذا يوجد المزيد من البق اليوم؟ هل لها علاقة بالنظافة؟ سوف أطرح جميع الأسئلة. هناك كثير من الهجرة في الوقت الحالي. هل الأشخاص الذين لا يتمتعون بالظروف الصحية نفسها التي يتمتع بها الموجودون على الأراضي الفرنسية هم الذين يجلبونهم؟ هل لأنهم في الشارع؟ هل لأنهم ربما ليس لديهم إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات مثل الآخرين؟ هل هذا مرتبط بذلك؟".
وردّ ضيف البرنامج نيكولا رو دي بيزيو، المؤسس والمدير لمنصة متخصصة في إدارة الآفات على سؤال برود بشكل قاطع قائلاً: "قطعاً لا"، قبل أن يحذّر برود من جدل ناشئ على شبكات التواصل الاجتماعي.
غضب في فرنسا ضد الصحفي الفرنسي
في حين اجتاحت موجة غضب منصات التواصل، على خلفية تصريحات الصحفي برود، حيث استنكرت البرلمانية اليسارية، ماتليد بانو، عبر حسابها على منصة إكس، ربط النظافة بانتشار بق الفراش، قائلة، "إنه يفضل الطريق العنصري المختصر، ولو تغذّى بق الفراش على الهراء، فسيكون منزل باسكال برود موبوءاً".
وندّد البرلماني اليساري، فرانسوا بيكمال، بالتصريحات عبر حسابه على منصّة إكس، قائلاً: "على عكس أوهام كراهية الأجانب التي يروج لها باسكال برود، يرتبط انتشار بق الفراش بالإفراط في السياحة، ونقص الاستثمار من قبل السلطات العامة".
من جانبه، اتهم البرلماني اليساري أوليفيي فور، في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس، قناة "سي نيوز" بنشر الأفكار العنصرية عنوة وبكل حرية.
انتقادات لانتشار العنصرية في فرنسا
في سياق متصل، يرى السياسي والناشط الفرنسي باتريك لوزيس، أن الحكومة تتجاهل المشاكل الناجمة عن العنصرية في البلاد بينما يتعرض للتمييز 9 من كل 10 أشخاص من ذوي البشرة السوداء في فرنسا.
وفي مقابلة مع الأناضول تحدث لوزيس مؤسس ورئيس المجلس التمثيلي لجمعيات السود بفرنسا "CRAN"، عن العنصرية والتمييز اللذين يواجههما السود في فرنسا يومياً.
لفت لوزيس إلى استطلاع أجرته شركة الأبحاث المستقلة "إيبسوس" بشأن السود في فرنسا، قائلاً إن "المشاركين في الاستطلاع قالوا إن هناك تمييزاً في العديد من مجالات الحياة". وأضاف أن "الغالبية الساحقة، 91% من السود في فرنسا قالوا إنهم يتعرضون للتمييز في الحياة اليومية، ما يعني أن التمييز يشكل مصدر قلق كبير لكل الفرنسيين السود تقريباً".
وأشار لوزيس إلى أن "السود يواجهون التمييز عند البحث عن منزل ووظيفة".
وأردف: "عندما تتصل وتقول إنك تريد منزلاً، يخبرك الشخص الذي تتحدث معه عبر الهاتف أن المنزل متاح، ولكن عندما يدرك أنك أسود، فقد يقول إن المنزل غير متاح".
وأردف لوزيس: "لن تتم ترقيتك عندما تتقدم لوظيفة، وعندما ترسل سيرتك الذاتية يتم إبلاغك بعد دقائق بأن الوظيفة مشغولة حالياً، ولكن الوظيفة ما زالت متاحة لشخص آخر تقدم لشغل نفس المنصب بعد دقائق قليلة منك".
وأشار الناشط الفرنسي إلى أن "التمييز يحدث أيضاً في الخدمات الأساسية، مثل وسائل النقل العام"، موضحاً أن "بعض الفرنسيين يعتقدون أن السود يجب أن يصعدوا خلفهم عند ركوب الحافلة أو القطار".