دعت دولة قطر، الجمعة، 29 سبتمبر/أيلول 2023، الى تكثيف الجهود الدولية من أجل إخضاع كل المنشآت النووية الإسرائيلية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والضغط على تل أبيب للانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
جاء ذلك في بيان دولة قطر أمام المؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد في فيينا حالياً، ألقاه الدكتور عبدالعزيز سالمين الجابري، رئيس اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة.
حيث أوضح الجابري أن هذا المطلب أكدته قرارات الشرعية الدولية منذ نصف قرن، ومنها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1974، وقراري مجلس الأمن 487 لعام 1981 و687 لعام 1991، وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية العديدة، وقرار المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم الانتشار الخاص بالشرق الأوسط لعام 1995 الذي دعا دول الشرق الأوسط غير الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية للانضمام إلى المعاهدة وقبول نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحثت دولة قطر المجتمع الدولي، والدول الثلاث الوديعة لمعاهدة عدم الانتشار على تحمل مسؤولية خاصة بصفتهم أعضاء دائمين في مجلس الأمن تبنوا قرار الشرق الأوسط لعام 1995، للعمل على تصحيح المسار واتخاذ خطوات فعلية تحقق التقدم نحو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، سيما وأن انضمام إسرائيل للمعاهدة وإخضاع جميع منشآتها النووية تحت نظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو شرط أساسي لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وأكد الجابري أن التصدي للانتشار النووي في الشرق الأوسط هو من صميم المهام الموكلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث كان للوكالة دور في إطار إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وتطبيق ضمانات الوكالة الكاملة النطاق على جميع الأنشطة النووية في المنطقة.
وناشدت دولة قطر في بيانها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بمبادرة لكسر الجمود الحالي، مشددة على ضرورة إبقاء موضوع "القدرات النووية الإسرائيلية" قيد التداول ضمن أجهزة صنع السياسات في الوكالة.
النووي الإسرائيلي
تعتبر إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم، وذلك لحيازتها رؤوساً نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تبلغ 1500 كيلومتر باستخدام صواريخها المسماة "أريحا"، إضافة للقنابل النووية التي يمكن إلقاؤها من الجو.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك نحو 200 قنبلة نووية، مع تأكيد بعض المصادر الغربية حيازتها أيضاً كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى.
وتسعى إسرائيل لزيادة الكفاءة الإنتاجية لمفاعل ديمونة (أهم مفاعلاتها النووية) إلى ما يقارب 3 أضعاف كفاءته الحالية، حيث ستزيد قوته من 28 ميغاوات إلى 100.
ويُعد الملف النووي الإسرائيلي أحد أكبر أسرار الحياة النووية في العالم، حيث رفضت إسرائيل منذ إنشائها أن تشملها عمليات التفتيش الدورية التي تجريها وكالة الطاقة الذرية على المنشآت النووية في العالم.
كما ترفض حكومتها التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها الدول العربية، الأمر الذي يجعل الملف النووي الإسرائيلي "خارج التغطية".