انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر لعجوز ليبية تقضي وقتها على صخرة بالقرب من شاطئ مدينة درنة، في انتظار أن تقذف الأمواج جثث أقاربها وجيرانها الذين فقدتهم خلال كارثة سيول درنة التي أودت بحياة الآلاف قبل أسابيع.
حيث ظهرت المرأة فوق الصخرة وهي تلتفت وتوجه وجهها يميناً ويساراً لعلها تلمح شيئاً، وبدت عليها ملامح الحزن والترقب، وفي مقطع الفيديو الذي سجله أحد المواطنين الليبيين، ظهرت السيدة العجوز وهي تقول: "ليش السيل ما شالنيش حتى أنا، الواحد حيفضل يقول ويبكي حتى يطيب خاطره".
مأساة #درنة لا توصف.. عجوز تقف على شاطئ البحر تنتظر خروج جثامين من فقدتهم في فيضانات #إعصار_دانيال pic.twitter.com/VnCpl9TKoF
— عربي بوست (@arabic_post) September 28, 2023
يأتي ذلك بينما قال المسؤول الإعلامي بلجنة الأزمة في وزارة الداخلية بحكومة البرلمان الليبي وليد بوبكر، الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول 2023، إن جهود الفرق المحلية والدولية بعد 17 يوماً من كارثة سيول درنة، باتت تتركز على البحر بحثاً عن مفقودين تخطت أعدادهم 10 آلاف، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
كما قال بوبكر: "مر اليوم (الأربعاء) 17 يوماً منذ وقوع الكارثة في مناطق الفيضانات، والفرق المحلية والأجنبية تركز حالياً جهودها في المناطق المنكوبة على البحر بعد فقدان الأمل في العثور على أحياء في اليابسة"، مؤكداً أن "أعداد المفقودين تخطت حاجز 10 آلاف شخص".
منذ الإعلان عن العثور على شقيقتين ناجيتين داخل منزل مهدم بمدينة درنة بواسطة الهلال الأحمر الليبي في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، لم يعلن عن العثور على مزيد من الأحياء الناجين من كارثة سيول درنة. ورغم ذلك أضاف بوبكر: "ربما نعثر على أحياء، فجهود البحث بين ركام المباني على اليابسة لا تزال مستمرة لكن بوتيرة أقل".
أردف المسؤول الليبي: "الجهود حالياً تنصب على البحث في البحر، وذلك لكون الفيضانات قذفت آلاف السكان وخاصة في درنة إلى البحر، لكن الأمر صعب بسبب ركام المباني والسيارات داخل البحر".
في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر، مخلفاً آلاف القتلى والمفقودين، بجانب أضرار مادية كبيرة.
بينما في 24 سبتمبر/أيلول الحالي، أعلنت لجنة تابعة للحكومة المكلفة من البرلمان الليبي أن حصيلة ضحايا كارثة سيول درنة بلغت "3868 حالة وفاة"، وهي حصيلة قريبة من أخرى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، في 16 من الشهر نفسه، حين أفادت بمصرع 3958 شخصاً وفقدان أكثر من 9 آلاف آخرين.